أعرب البروفسور مصطفى السيّد، وهو عالِم أميركي- مصري وأستاذ للكيمياء في جامعة جورجيا الأميركية، عن اعتقاده بأن مصر من الدول التي تحقق تقدّماً في الكيمياء والبيولوجيا، مُبدياً أمله بأن تفرد كل جامعة مصريّة مركزاً لبحوث النانوتكنولوجيا Nanotechnology. أثناء مشاركته في مؤتمرٍ لجامعة عين شمس عنوانه «الجامعة والاقتصاد الأخضر: نحو ثقافة استدامة جديدة»، تناول السيّد استخدامات النانوتكنولوجي في علاج مرض السرطان. وأوضح أن الذهب والفضة من المواد التي إذا ما صُغّرَت إلى مقياس النانو (وهو كسر من البليون من المتر)، فإنها تُظهر خصائص جديدة. وتشمل هذه الخصائص توليد ضوء يساعد في الكشف عن الخلايا السرطانية، وتحويل أشعة الليزر إلى حرارة تقتل الخليّة السرطانية إذا حُقِنَت بجزئيات النانو من الذهب أوالفضة. وشرح إمكان استخدام جزيئات النانو من الذهب في مقارنة فعاليّة بعض أدوية علاج السرطان. وقال: «ربما استغرق إدخال تقنيات النانو في علاج السرطان قرابة عشر سنوات، مشيداً بجهود الفريق البحثي التابع ل «المركز القومي المصري للبحوث» في دراسة الآثار الجانبية لاستخدام جزيئات النانو الذهب في علاج السرطان. نفاد موارد الطبيعة وافتتح المؤتمر رئيس جامعة عين شمس الدكتور حسين عيسى. ودشّن الدكتور علي عبد العزيز نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، استراتيجية جديدة للجامعة في البحث العلمي، مؤكداً أن المؤتمر يتواكب مع الاهتمام الذي توليه الدولة في مستقبل التعليم العالي، خصوصاً علاقته مع التحوّل صوب الاقتصاد الأخضر بهدف دعم التنمية المستدامة. وتناول الدكتور هاني الكاتب، وهو أستاذ في جامعة ميونيخ، وسائل الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، مشدّداً على أهمية التصدي لمشكلة سوء استخدامها عالمياً، إضافة إلى آثار التلوّث البيئي ومتغيّرات البيئة، وتدهور الأمن الغذائي. وأشار الكاتب إلى أن موارد الطبيعة غير موزّعة بشكل عادل بين الدول، إذ تستخدم الدول النامية (80 في المئة من الدول)، قرابة 20 في المئة من الموارد. وشدّد على أهمية رفع الوعي العام بقيمة الموارد الطبيعية، وعدم الإسراف في استهلاكها، والاهتمام بإعادة تدويرها. وقال: «تعتبر مصر من أعلى الدول تصحّراً، وفق إحصاءات الأممالمتحدة، إذ لا تشكّل الأراضي الزراعيّة سوى 3.6 في المئة من مساحتها. يجب الاهتمام بوضع خطة استراتيجية لإعادة استخدام موارد مصر الطبيعية في البحر والبشر والصحراء والطاقة المتجددة». ونبّه الكاتب إلى وجود هدر كبير للمياه في الزراعة مصرياً، مُنبّهاً إلى انخفاض معدل نصيب الفرد المصري من المياه عن الحد الأدنى عالمياً، مُطالباً بالتفكير في نُظُم جديدة لترشيد استخدام المياه في الزراعة، واتباع أساليب جديدة تعتمد على زراعة أصناف متنوعة في مساحات صغيرة. وكذلك تحدّث الكاتب عن مشروع إنشاء الغابات على مساحات كبيرة، يُجرى إنجازه بالتعاون بين قسم الهندسة الزراعية في كلية الزراعة عين شمس وكلية إنشاء الغابات جامعة ميونخ، مشيراً إلى أن استخدام 5.5 بليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي يساعد على زراعة 1.5 مليون فدان من الغابات، ما يقدم دخلاً ربما وصل إلى 600 مليون دولار سنوياً.