اعتبر مصدر أمني بريطاني أن نظام الرئيس بشار الأسد حقق مكاسب عسكرية هامة في الآونة الأخيرة جعلت تسليح المتمردين مسألة ملحة. ونسبت صحيفة "ديلي تلغراف" إلى المصدر، الذي وصفته بالبارز، قوله "إن الانتصارات العسكرية الأخيرة قطعت إمدادات المتمردين وطرق تراجعهم، ما سيسمح للنظام السوري بالتخطيط لشن هجوم كبير لسحق قوات المعارضة المنقسمة". وأضاف المصدر "أن وضع المعارضة السورية سيء وتواجه خطر تعرضها للمزيد من الهزائم، على الرغم من أن نظام الرئيس الأسد لا يمكنه الفوز في نهاية المطاف". وأشار إلى "أن هناك خطراً من قيام النظام السوري بشن حملة عسكرية ضخمة خلال الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر (جنيف 2) بهدف خلق وقائع على الأرض تحوّل ميزان المفاوضات المقبلة، ورأينا ذلك يحدث في نزاعات ماضية". وقالت الصحيفة إن تقديرات الاستخبارات البريطانية ترى أن نظام الرئيس الأسد "لا يمكن أن يعيد بسط سيطرته على جميع المناطق التي فقدها في البلاد، ولكن بعد كل ما حدث فإن عدم الخسارة تعني الفوز بالنسبة له"، مشيرة إلى أن الاستخبارات الألمانية حذّرت حكومة بلادها من "أن القوات الحكومية السورية هي أكثر استقراراً مما كانت عليه وقادرة على القيام بعمليات ناجحة ضد وحدات المتمردين". وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووسط تزايد القلق من تقدم القوات السورية، أجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية الشخصية مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا، لحثهم على التخلي عن معارضتهم لموقف بريطانيا الرامي إلى رفع القيود القانونية على تسليح المتمردين السوريين. وقالت "ديلي تلغراف" إن دبلوماسيين أوروبيين أكدوا بأن الإجماع يتحرك باتجاه الموقف البريطاني المدعوم من فرنسا واسبانيا وايطاليا بشأن رفع الحظر عن تسليح المتمردين السوريين، في أعقاب المحادثات التي جرت أمس (الخميس) في بروكسيل على مستوى سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يشار الى ان القوات النظامية السورية أعلنت انها استعادت السيطرة على قسم كبير من مدينة القصير في محافظة حمص التي تعتبر إستراتيجية لنقل الإمدادات لقوات المعارضة.