أفاد مصدر سياسي إسرائيلي بأن جهوداً تبذل لعقد لقاء رباعي في العاصمة الأردنية يجمع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وذلك على هامش مشاركتهم في «الهيئة الاقتصادية الدولية» التي تقام في البحر الميت، في الأردن وذلك للبحث في عملية السلام. ونقل تقرير صحافي أمس عن موظف إسرائيلي كبير إن كيري نقل الأسبوع الماضي رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن نيتها إضفاء الشرعية على أربع بؤر استيطانية عشوائية (أقيمت بمبادرة شخصية لمستوطنين أفراد وليس بقرار حكومي) متراجعةً بذلك عن قرار سابق بهدمها. ويعني إضفاء الشرعية عملياً إقامة أربع مستوطنات جديدة. وذكر التقرير إن كيري أجرى بنفسه اتصالاً هاتفياً بالسفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لتوبيخه على قرار حكومة بلاده معتبراً ذلك خطوة تعرقل جهوده لتحريك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. واعتبر التقرير هذا التوبيخ «مواجهة أولى بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية الجديدة حول مسألة الاستيطان». ولفت إلى أن كيري طلب من السفير إيضاحات حول القرار فضلاً عن إعادة حكومة إسرائيل النظر بهذا القرار أو تأجيل تنفيذه إلى موعد لاحق. وأشار إلى أن كيري أقدم عملياً على خطوة استثنائية باتصاله شخصياً بسفير أجنبي، إذ جرت العادة أن يتم نقل رسالة احتجاج كهذه عبر أحد الديبلوماسيين «ما يؤشر إلى مدى غضب كيري». ويتوقع أن تبت المحكمة الإسرائيلية العليا هذا الأسبوع في مصير البؤر الاستيطانية الأربع وما إذا كانت ستصادق على طلب الحكومة شرعنة هذه البؤر، علماً أن تقارير صحافية أكدت أن موقف الحكومة جاء في أعقاب ضغوط كبيرة مارسها قادة المستوطنين على وزراء من أجل إضفاء الشرعية على هذه البؤر، مع الإشارة إلى أن حزب «البيت اليهودي» الذي يمثل المستوطنين هو ثاني أهم حزب يشارك «ليكود» في الحكومة الحالية. ومن المفترض أن يصل كيري إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية في زيارة قصيرة غداً الخميس، وسط توقعات إسرائيلية بأن لا يتم إحراز تقدم ملموس في الجهود لاستئناف المفاوضات خلال هذه الزيارة. ورحب (رويترز) صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل، بزيارة كيري ومحاولته استئناف محادثات السلام، واصفاً الوضع في الضفة الغربية بأنه تفرقة عنصرية أسوأ مما كان موجوداً في جنوب أفريقيا. وقال عريقات أمام لجنة للأمم المتحدة في نيويورك إن تجميد بناء المستوطنات والإفراج عن السجناء الفلسطينيين ليسا شرطاً لعودة المفاوضات ولكنها بالأحرى التزامات يجب أن تفي بها إسرائيل. وأضاف أن الفلسطينيين يبذلون كل الجهود الممكنة من اجل نجاح كيري. وقال انه لن يستفيد أحد من نجاح كيري اكثر من الفلسطينيين ولن يخسر أحد من فشله اكثر من الفلسطينيين. ولخص عريقات الوضع اليوم في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية بأنه «تمييز عنصري أسوأ مما كان موجوداً في جنوب أفريقيا»، مشيراً إلى أن إسرائيل تبرر اليوم سياستها للفصل العنصري بكلمة الأمن. من جهة أخرى، قال عريقات إن الفلسطينيين انتهوا من التحضير للانضمام لمجموعة من الهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ولكنهم لم يتحركوا بعد من اجل إعطاء كيري والرئيس باراك أوباما فرصة لمتابعة السلام في الشرق الأوسط. وتابع أن الفلسطينيين يريدون إعطاء فرصة لكل الدول التي يوجد بينها قاسم مشترك وهو تحقيق حل الدولتين على أساس حدود 1967. وقال انه توجد فرصة جيدة الآن. وسيمكن انضمام دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية الفلسطينيين من تقديم شكاوى أمام المحكمة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية وجرائم خطيرة اخرى. وبإمكان الفلسطينيين التقدم بطلبات للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية والهيئات الدولية الأخرى بعد أن وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف من الناحية الفعلية بدولة فلسطين في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.