كشف عدد من أعضاء مجلس الشورى، عن أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى تركيا، تحظى باهتمام دولي بالغ، نظراً إلى توقيتها وطبيعة الملفات الشديدة الحساسية التي تمرّ بها المنطقة الآن. وأكد عضو المجلس عبدالله العسكر، أن الزيارة تندرج في إطار توثيق المحور السعودي - التركي، الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 2006، والتشديد على أن دور المملكة في الملفات الإقليمية لم يعد يتبع «سياسة الهدوء وعدم المشاركة الفعلية» - بحسب قوله -. وأوضح العسكر في اتصال مع «الحياة» أن: «المأمول من الزيارة أن تقنع المملكة تركيا بعدم الذهاب لمؤتمر جنيف2 المزمع إقامته قريباً، لأن في حال فشله سيقدم الأوروبيون أسلحة نوعية للجيش الحر في سورية، وهو ما لا ترغبه روسيا»، مشيراً إلى أن: «المملكة ستؤكد للجانب التركي والعالم الغربي على عدم وقوع السلاح في أيدي المتشددين، نظراً إلى خبرة المملكة التراكمية في ملف مكافحة الإرهاب، كما أن دورها لن يتوقف على الدعم المالي فقط». ولفت العسكر إلى أن: «هناك ضغوطاً شديدة على دول المنطقة للذهاب لمؤتمر جنيف2، وهو مخطط روسي يعطي بشار الأسد فرصة للمزيد من القتل»، مشدداً على أن: «البُعد الزمني في الزيارات الخارجية السياسية لها اعتبارات مهمة، وتوقيت زيارة ولي العهد الآن خطوة استباقية للمخاوف من الانفجار الأمني في الدول المجاورة مثل لبنان والعراق، وهو ما يسبب قلقاً للجانبين نتيجة التنوع العرقي والمذهبي فيهما، إضافة إلى وجود أكثر من 200 ألف لاجئ سوري وتأزم الوضع الكردي في الجانب التركي، جميعها ملفات مهمة ومطروحة». وقال العسكر إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى تركيا في 2006، كانت مبادرة باكرة جداً لخلق تحالف سعودي - تركي، قبل ما يسمى بالربيع العربي وفاتحة كبيرة لخلق تناغم بين سياسة البلدين، كما أن زيارة ولي العهد في هذا الوقت ربما تناقش ملفات مثل الربيع العربي، والأقليات الإسلامية، والمحور الإيراني - السوري، إضافة إلى محاربة المحاولات الإيرانية لفتح ملفات إثنية وعرقية ومذهبية، وبخاصة بعد خروج المقاتلين الأكراد على الحدود العراقية ومحاولة الانضمام للمحور الإيراني - الروسي لزعزعة الوضع في الشرق الأوسط على حساب العرب والأتراك والسنّة». وأكد عضو المجلس محمود البديوي على أهمية التعاون الأمني بين الدولتين الإسلاميتين، مشيراً إلى أن «له ثقله في إقليم مضطرب». وقال البديوي إنه: «لا شك في أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا، تأتي لتعزيز التعاون في المجالات كافة، وبخاصة التنسيق في قضايا الإرهاب ومكافحة المخدرات، وتبادل المعلومات التي تؤثر وتصب في مصلحة الدولتين العليا»، مشيراً إلى أن استمرار هذا التعاون وتكثيفه ضرورة للاستقرار الإقليمي والعالمي. فيما نوّه العضو نواف الفغم، بقدم العلاقات السعودية - التركية، واتفاق الرؤية السياسية على كثير من القضايا الإقليمية، وقال: «أتوقع أن ينتج من هذا اللقاء اتفاق على تسليح المعارضة السورية والتصنيع العسكري المشترك، إضافة إلى مناقشة معطيات الربيع العربي والتحركات الإيرانية في المنطقة». العلاقات التجارية السعودية - التركية أوضح رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة أسامة قباني، أن العلاقات التجارية السعودية - التركية، تشهد نمواً وازدهاراً في عهد القيادتين، والتبادل التجاري بين البلدين تضاعف مرات عدة في الأعوام العشرة الماضية، من أربعة بلايين إلى 22 بليون ريال، وهو أكبر تبادل تجاري في المنطقة وتوقع أن يرتفع خلال الأعوام المقبلة.