اشتكى مواطن من الإهمال الطبي، وعدم تحمل المسؤولية في مستشفى الملك خالد في منطقة تبوك، واتهمه بالتسبب في وفاة ابنته (19 عاماً)، لعدم الاهتمام بها، وعلاجها من مرض الوباء الكبدي «أ»، بل وأساء معاملة ابنته، وكبلها بسريرها، ثم تمت سرقة هواتف أختها المرافقة، لتوثيقها المعاناة التي مرت بهم، لافتاً إلى أن البداية كانت بخروجه هو من المستشفى حاملاً الفايروس نفسه، ثم انتقل لبقية أفراد عائلته، لعدم عزلهم أو إعطائهم تطعيماً، وأن اثنين من أبنائه يرقدان في المستشفى العسكري، لتلقي العلاج من الفايروس نفسه. وأوضح المواطن عبدالله الحويطي ل«الحياة»، أنه ذهب بابنته إلى مستشفى الملك فهد يوم 21-6-1434ه، وتم نقلها إلى مستشفى الملك خالد لتلقي عناية أفضل، وأنها بقيت فيه حتى توفيت يوم الأربعاء قبل الماضي، لافتاً إلى أنه وجد معاناة قبل أن يتمكّن أخو المتوفاة من أن يوفر لها غرفة خاصة، نظراً إلى عدم توافر أي أماكن في مستشفى الملك خالد، وأن حال الفتاة لم يكتب لها الاستقرار، بل ساءت أكثر، فقام أهلها بمحاولات لاستدعاء طبيب يفحص الحال بعد التطورات السلبية التي حدثت لها، وأنه بعد معاناة وبحث، تمكّن شقيقها من العثور على أحد الأطباء، الذي بدوره طمأنهم عليها، على رغم الإعياء الشديد والواضح على الفتاة. وقال والد الفتاة المكلوم: «في أحد الأيام هرع أخوها للممرضة، بعدما رأى أخته في حال خطرة، فقالت الممرضة سنضعها في العناية المركزة، وبالفعل ذهبت للدكتور، لكنها لم تجده، فصرخ أخوها (أختي بتموت)، فما كان من الممرضة إلا أن قالت (خلي عندك أمل) وصمتت»، مشيراً إلى أنه بحلول الساعة التاسعة ليلاً من اليوم نفسه، أكد أخوها أن أخته «مها» في خطر، ولا يمكن الانتظار، مضيفًا أنه انطلق على الفور مع أخيها إلى أحد المسؤولين هناك، إلا أنهما لم يجدا أي اهتمام، وأضاف: «فبينما الفتاة تحتضر، إذ به يطلب كرت العائلة كشرط لإدخالها العناية المركزة، على رغم أنها دخلت المستشفى في شكل نظامي وتوافر كل متطلبات فتح الملف الذي به صورة كرت العائلة، وأمر الطبيب من خلال مكالمة هاتفية بإعطائها محلول البلازما، وتبصيم أختها على ذلك لمصلحة المريضة، وبعد أخذ المحلول ساءت حال الفتاة». وتابع الأب أنه عندما ذهب بعدها لمقابلة الطبيب المختص بالحال، وجد ابنته لا تتحرك، ما أثار حيرته وقلقه الشديدين، فسأله عن ذلك فكانت إجابة الطبيب بأنها «مخدرة»، وأنه في اليوم التالي جاء دكتور التخدير ليكشف الحقيقة التي تعمد الطبيب إخفاءها عنهم وقال: «سألته هل أنت دكتور الأشعة ولا الجراحة؟ فقال بل طبيب التخدير، فقلت لماذا البنت مخدرة؟ فقال إنها في غيبوبة وليست مخدرة»، فعدت للطبيب المعالج الذي أصر كاذباً على أنها مخدرة، وعندما طلبنا من المستشفى الاطلاع على التحاليل، امتنعوا عن ذلك. وأضاف: «بعد ذلك كنت مصراً على نقلها بطائرة إخلاء للرياض، إلا أنه يوم الأربعاء كانت النهاية، إذ تلقينا الخبر الفاجعة من أفواه الأطباء بقولهم (البقية في حياتك)، مكتفين بإبداء أسفهم على ما حدث واعتذارهم اللفظي على ما ارتكبوه بحقها من إهمال تسبب في قتلها». وفي ما يخص إدارة مستشفى الملك خالد، أكد الحويطي أن ابنته المرافقة لأختها المتوفاة ذهبت لمقابلة مدير المستشفى، إلا أن سكرتير المدير قال لها: «اطلعي من المكتب، وإلا سأطلب لك الأمن، وكذلك منعوا والدها من الدخول، كما كشفت أختها عن المعاملة السيئة للمريضة التي تم تكتيفها بالسرير وهي تصيح ووضعها في غرفة شديدة البرودة، كما أشار إلى أنه تمت سرقة أجهزة الهاتف الجوال منهم بعد توثيقهم معاناتهم في المستشفى. من جهتها، تواصلت «الحياة» مع المتحدث الرسمي باسم صحة منطقة تبوك عودة العطوي، ليقوم بالرد على الاستفسارات والاتهامات والملاحظات، إلا أنه لم يكن هناك أي رد، كما تم إرسال رسالة له لطلب التوضيح، ولكن من دون جدوى.