مع تسارع التطورات المذهلة في عالم الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، استفاد الصحافيون والإعلاميون من تلك القفزات الكبيرة، لتظهر «صحافة الموبايل» أو «صحافة حقيبة الظهر» التي تعتمد على الهاتف النقّال كأهم أداة لدى الصحافي أو المراسل. ظهر مصطلح «صحافة الموبايل»، أو ال «موجو» اختصاراً ل «موبايل جورناليزم»، عام 2005. وانتشر في العالم كالنار في الهشيم، قبل أن يلمع نجمه أخيراً في بعض الدول العربية، خصوصاً تلك التي شهدت «ربيعاً» خلال العامين الماضيين. وفي هذا السياق، أقدم الصحافي المصري مصطفى فتحي على مبادرة هي الأولى من نوعها في مصر والدول العربية، لتعليم «صحافة الهاتف النقّال» (الموبايل)، من خلال عقد ورشات تدريب في بعض المحافظات المصرية، بغية تعليم الشبّان كيفية الاعتماد على الهواتف النقّالة في التقاط الصور، والبث المباشر بالاتصال بالإنترنت، وتحرير الموضوعات، وإرسالها إلى الصحيفة أو نشرها مباشرة. وللغاية ذاتها، أسس فتحي موقعاً إلكترونياً لتعليم أساسيات «صحافة الموبايل». ويؤمِّن الموقع مجموعة من النصائح والمراجع للصحافيين و»المواطنين الصحافيين» والمؤسسات الإخبارية، منها دليل باللغة العربية، بغية الإفادة من هذا النوع الصحافي الآخذ في الانتشار على نطاق واسع شيئاً فشيئاً. ويقدم الدليل إرشادات شاملة لأساسيات التحقيقات المتنقلة، مثل تقديم التقارير الصحافية (من أرض الميدان) ومهارات التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إلى ذلك، يوفر موقع «بالموبايل.كوم» www.bel-mobile.com محاضرات مصورة لمجموعة من الإعلاميين المتخصصين في «صحافة الموبايل» و»صحافة الإنترنت»، مثل الأكاديمي والصحافي الأميركي بيل غنتيل، أستاذ الصحافة في جامعة واشنطن. يحمل فتحي شهادتي الديبلوم (دراسات عليا) في الإعلام الجديد والماجستير في الإعلام الإلكتروني من كلية الإعلام في جامعة القاهرة. ولعب دوراً في تصوير أهم فيديوات الثورة المصرية بواسطة هاتفه النقال، مثل فيديو فتى المدرعة المصري. يقول: «أحلم بأن يتحول كل مواطن عادي إلى صحافي يستفيد من هاتفه النقال في توثيق الأحداث». أما فكرة تأسيس موقع إلكتروني يروج «صحافة الموبايل» ويعلمها، فظهرت في مطلع آذار (مارس) الماضي، فضلاً عن إنشاء صفحة على «فايسبوك» وحساب على «تويتر». ويوضح أن «الهدف هو نشر ثقافة التوثيق بالموبايل. وترتكز الفكرة الأساسية للموقع الإلكتروني على أن كل ما ينشر عليه، يجري إنتاجه باستخدام الهاتف النقال. وهكذا، أصبح في إمكان من يشهد على حدث في الشارع أن يسارع إلى توثيقه بكاميرا هاتفه المتحرك، قبل أن يرسله إلى الموقع الذي يستقبل المادة وينشرها فوراً». ولا يتردّد فتحي في إبداء إعجابه ب «صحافة المواطن». يقول: «أهتم جداً بالصحافة التي يقوم بها رجل الشارع بواسطة أدوات بسيطة. ولذلك قمت بالتدريب والتدريس في ورشات عمل في محافظات مصرية مختلفة للشباب المهتمين بالأمر، كانت الورشات مجانية لأني مؤمن بهذا النوع الجديد من الصحافة».