تتجه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلى إدخال تقنية التعليم بالموبايل، ضمن توجهاتها للتطوير الأكاديمي، وجعل التعليم متمركزاً على الطالب، واختتمت في هذا الصدد، أول من أمس، سلسلة ورش عمل، استهلت بها أنشطتها الأكاديمية للفصل الدراسي الحالي ابتداءً من يوم الأحد الماضي. وتناولت الورش ثلاثة محاور حول آخر الأساليب والنظريات التعليمية التقليدية، لحث الطالب على التعلم والبحث عن المعلومة، والاستفادة من تطبيقات التعلم الالكتروني، لزيادة تفاعله واندماجه في العملية التعليمية، وتطبيقات الهاتف المحمول التعليمية، وإمكانية استخدامها في الجامعة. وأوضح عميد التطوير الأكاديمي الدكتور سعيد العمودي، أن الورش تناقش «الجوانب التقنية في التعليم، وتتناول آخر المستجدات العالمية في التعلم الإلكتروني، الذي أصبح للجامعة فيه خبرات طويلة. وتستعرض الورش أهم السلبيات والإيجابيات، في تجارب عالمية في التعلم الإلكتروني. وتركز على كيفية المزج بين الطرق الحديثة والتقليدية، بحيث يكتسب الطالب أكبر قدر من المعرفة». ولفت إلى أن الطالب «يفقد تركيزه مع الأستاذ بعد 15 دقيقة من بداية المحاضرة، ما يحتم على الأول استخدام أساليب تمزج بين الطرق التقليدية والحديثة، لاستقطاب انتباه الطالب أطول فترة ممكنة، إضافة إلى ضرورة التواصل خارج الفصل». وقال: «إن من أهم المحاور التي تناقشها ورش العمل، التعلم بالهاتف الموبايل، الذي أصبح متاحاً أكثر من الكمبيوتر، وهناك وسائل علمية حديثة وتطبيقات خاصة، يستطيع الطالب من خلالها التفاعل مع الأستاذ، والحصول على المادة العلمية». وأوضح أن تقنيات التعلم بالموبايل «تقفز قفزات كبيرة، وهناك تطبيقات علمية متقدمة، وكتب الكترونية في الموبايل. كما يمكن للطالب أن يكون دائم التفاعل مع جامعته، من طريق الموبايل». وأكد حرص الجامعة على أن تكون «سباقة في الاستفادة من التطبيقات العلمية المفيدة للجوال التي تتناسب مع بيئة الجامعة». وأضاف أن «الجامعة تعمل على تثقيف أعضاء هيئة التدريس بالتعلم بالموبايل، واستخداماته في التعليم العالي، من خلال سلسلة ورش العمل»، مشيراً إلى أن هذه التقنية «ليست جديدة بل سبقت إليها جامعات عالمية. والجامعة تدرس استخدام تطبيقاتها في التعليم. وتعمل على إعداد خطة للتعلم من طريق الموبايل». وأوضح أن تقنية التعلم بالموبايل «تختلف عن التعلم الالكتروني. ولا تستلزم الدخول للانترنت، والتصفح من خلال الموبايل، وهي عبارة عن تطبيقات تعليمية، يتم تصميمها للموبايل، توفر المادة العلمية في شكل تفاعلي». بدوره، أكد مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان، في افتتاح الورش، أن الجامعة تسعى إلى «زيادة دمج الطالب، وإشراكه في العملية التعليمية، والابتعاد عن التعليم المعتمد على التلقين، وجعل الطالب عنصراً فاعلاً، يبحث عن المعلومة ويتقصى مصادرها». وقال: «إن الجامعة استقطبت هذا العام، نحو نصف أفضل طلاب المملكة. فيما توزع النصف الآخر على بقية الجامعات وبرامج الابتعاث الداخلي»، مشيراً إلى أن هذه النسبة «لا تحظى بها أي جامعة في العالم. وتدل على ثقة الطلاب وأولياء أمورهم في الجامعة «. وأبان أن «ارتفاع مستوى الطلاب يزيد من مسؤولية الجامعة، وبالتالي نحتاج للمزيد من ورش عمل التطوير الأكاديمي، والعمل على الاستفادة من الخبرات العالمية، وتسخير التقنية لمصلحة الطالب». وأكد السلطان، على جودة مدخلات الجامعة. وأضاف أن «المدخل الجيد يحتاج تعليماً متميزاً، ولذلك فإن الجامعة مطالبة بتطبيق أفضل الأساليب التعليمية، ومواكبة أحدث المتغيرات. ويجب على الأستاذ أن يكون مرناً قادراً على تطوير قدراته، واستخدام التقنيات المساعدة. وأشار إلى أن التعلم «ليس مسؤولية الطالب وحده، بل تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأستاذ». وأردف أن «العبء على أساتذة الجامعة كبير، لأن دورالجامعة يتجاوز التحصيل العلمي المتميز إلى بناء المهارات الشخصية، وتطوير قدرات التواصل، والعمل ضمن فريق، والاستقلالية، وترسيخ السلوك الإيجابي، وإكساب الطلاب خبرات جامعية، تتضمن الجوانب الأكاديمية والمهارية والسلوكية. كما تعمل الجامعة على إبقاء الطالب في فترة تعلم واستفادة طوال فترة دراسته الجامعية، داخل الفصول الدراسية وخارجها، وتعريضه لتجارب وخبرات متعددة، ولذلك تحرص الجامعة على توفير بيئة جامعية متكاملة لطلابها». واعتبر الأستاذ «ركيزة أساسية في عملية التطوير الأكاديمي، ومواجهة التحديات التعليمية».