من المتوقع أن يمثل ارييل كاسترو، مالك "منزل الرعب" في كليفلاند حيث احتجزت ثلاث نساء أميركيات لمدة عشر سنوات، أمام محكمة في أوهايو اليوم (الخميس) بتهمة الخطف والاغتصاب ، بعد ثلاثة أيام من عملية إنقاذ ضحاياه التي هزت البلاد. وقد وجهت الى كاسترو البالغ من العمر 52 عاما الأربعاء تهم الاغتصاب وخطف كل من أماندا بيري وابنتها جوسلين التي تبلغ من العمر 6 سنوات والتي أنجبتها والدتها خلال فترة احتجازها، وجينا ديخيسوس وميشال نايت اللواتي تمكنت الشرطة من تحريرهن جميعا قبل يومين بفضل أحد الجيران. أما شقيقاه اللذان اصطحبتهما الشرطة معها لأنهما كانا برفقته أثناء اعتقاله فبرأهما القضاء بعدما تبين أن أرييل كاسترو هو المسؤول الوحيد. وشرح إد تومبا، نائب رئيس شرطة كليفلاند أن "أرييل أخفى الأمر عن الجميع". ومن المتوقع أن يمثل أرييل كاسترو للمرة الأولى أمام القضاء الخميس، علما أنه بورتوريكي ويحمل الجنسية الأميركية وكان سائق حافلة مدرسية. ولا تزال ظروف احتجازه لضحاياه تظهر الى العلن تدريجا، وبحسب إد تومبا، لم تخرج النساء الثلاث من المنزل الذي احتجزهن فيه سوى مرتين ولفترة قصيرة من أجل الذهاب الى المرأب، وذلك بعد "التنكر". وأكد رئيس الشرطة مايكل ماكغراث أنهن "كن مقيدات" بعد أن عثرت الشرطة على "سلاسل وحبال في الرواق". وأوضح تومبا أنهن "لم يكن في الغرفة نفسها، لكنهن كن يعرفن بعضهن البعض ويعلمن بوجود بعضهن البعض"، لكنه لم يؤكد معلومات صحافية تفيد بأن الشابات حملن مرات عدة. وأكد أحد الجيران واسمه روبرتو دياز لصحيفة "واشنطن بوست" أن أرييل كاسترو كان يشارك في فعاليات نظمت للعثور على الشابات، مثل مسيرات احياء لذكراهن أو توزيع منشورات. وكشف عم أرييل كاسترو الذي يدعى خوليو أن كاسترو ابتعد عن العائلة كليا بعد وفاة والده سنة 2004 وهي السنة التي اختفت فيها جينا، أي بعد سنة من اختفاء أماندا وسنتين من اختفاء ميشال. وسنة 2005، رفعت زوجته السابقة غريميلدا فيغويروا شكوى ضده اتهمته فيها بأنه خطف ابنتيهما مرات عدة ومنعهما من البقاء معها، وتشير الوثائق القانونية الى أن كاسترو كسر أنف غريميلدا فيغويروا وأضلعها وخلع كتفيها مرتين وأنها طلبت من القاضي "منع (كاسترو) من تهديدها بالقتل". وقد عادت أماندا بيري (27 عاما) وجينا ديخيسوس (23 عاما) الأربعاء الى كنف عائلتيهما، فيما بقيت ميشال نايت (32 عاما) في المستشفى في كليفلاند. وبعد عشر سنوات من الحجز، عادت أماندا بيري الى منزل شقيقتها مع ابنتها جوسلين. وشكرت شقيقتها على وقع التصفيق "وسائل الاعلام والناس على دعمهم ومساعدتهم طوال تلك السنوات". وقالت نسيبة أماندا "إنه يوم سعيد وحزين في آن بالنسبة الى اماندا لأن والدتها لم تعد معنا". فقد توفيت والدة أماندا في آذار (مارس) 2006 "من الحزن"، بحسب الأقرباء. أما جينا ديخيسوس التي اختطفت سنة 2004 فعادت وهي تخفي وجهها بكنزتها الى منزل عائلتها الذي زينت واجهته بالبالونات، وقالت والدتها نانسي رويز "اكاد لا اصدق إنها أجمل هدية تلقيتها في عيد الأم" الذي تحتفل به الولاياتالمتحدة الأحد. وقد أحدثت هذه القضية ضجة كبيرة في الولاياتالمتحدة الى درجة أن السيدة الأولى ميشال اوباما كشفت الأربعاء أن قلبها "تغمره الراحة"، وقالت ميشال أوباما "تخيلوا أن تفقدوا ولدكم وألا تعرفوا إن كان حيا، ميتا أو مصابا وأن تتمسكوا بالأمل لمدة عشر سنوات تم تتحقق صلواتكم أخيرا. إنها بلا شك أجمل هدية في عيد الأمهات". وكشفت الشرطة أنها سبقت أن ذهبت الى منزل أرييل كاسترو مرتين، أولا في مارس/اذار 2000 بسبب شجار في الشارع، وثانيا في كانون الثاني/يناير 2004 لأن أرييل كاسترو الذي كان يعمل سائق حافلة مدرسية نسي أحد الأولاد في حافلة، وطرقت الشرطة باب المنزل، لكن أحدا لم يفتح.