أكد وزير السياحة المصري هشام زعزوع، أن العلاقات السياسية بين دول الخليج ومصر تشهد انفراجاً في الوقت الحالي، بعد توتر دام نحو سنتين، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على السياحة المصرية خلال الأشهر المقبلة. وقال الوزير المصري في حوار مع «الحياة» عشية انطلاق «سوق السفر العربي» في دبي، إن «السياحة المصرية تأثرت بشدة بالأزمة السياسية» خصوصاً بالنسبة للزوار الخليجيين. ورأى ان ذلك كان «سحابة صيف» بدأت تنقشع، في ضوء زيارة شيخ الازهر أحمد الطيب، دول الخليج وإفراج رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اخيراً عن 103 سجناء مصريين. وخاطب زعزوع حكومات دول الخليج وسياحها قائلاً: أرجو ألا يختزل السياح من دول الخليج، مصر بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي، المنطقتين اللتين تشهدان تظاهرات من حين إلى آخر، فالمنطقتان لا تعكسان الحال في بقية أرجاء مصر من امن وأمان. وأشار الى ان السياحة المصرية عموماً شهدت انفراجاً العام الماضي، حيث بلغ دخل القطاع 10 بلايين دولار من خلال 11.5 مليون سائح، بعد ان أصيبت بانتكاسة عام 2011 نتيجة الثورة، حيث تراجع القطاع بنسبة 32 في المئة وخسر أكثر من 3.5 بليون دولار وانخفضت الإيرادات إلى ما دون 8.8 بليون، وتراجع عدد السياح إلى ما دون 10 ملايين سائح، مقارنة ب15 مليوناً عام 2010. وتوقع الوزير المصري ان يزور مصر خلال هذا العام أكثر من 13 مليون سائح، في ظل وجود تحسن في القطاع ظهرت بوادره خلال الربع الأول من العام الحالي، نتيجة حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية، من حملات ترويجية مكثفة، إضافة إلى تسهيل الحصول على تأشيرة للسياح العرب والهنود وبعض الدول الأخرى. عروض خاصة وأوضح زعزوع أن «مصر للطيران» تجري اتفاقاً مع «طيران الإمارات» لتسيير رحلات مشتركة إلى المناطق البعيدة مثل أميركا اللاتينية وآسيا، للاستفادة من شبكة «طيران الامارات» الواسعة. ولم ينكر ان السياحة في مصر تأثرت أيضاً بالتوتر السياسي بين ايران والسلفيين المصريين، الذين شنوا هجوماً على ايران واتهموها بمحاولة نشر المذهب الشيعي في مصر. وأعلن مجموعة من الحوافز التي يقدمها قطاع السياحة المصري للعائلات والأسر العربية خلال موسم الصيف المقبل وشهر رمضان وعيد الفطر المبارك. وأشار إلى عروض خاصة تقدمها الفنادق للأسر العربية وللأطفال في اطار خطة وزارة السياحة وقطاع الأعمال السياحي لتعزيز الحركة السياحة. وأكد قدرة القطاع السياحي المصري على مواجهة التحديات نظراً الى ما يتمتع به من أسس صلبة وقال «كانت مصر وما زالت المحرّك الرئيس لأهم الأحداث التاريخية والثقافية والفنية التي تشهدها المنطقة، والوجهة السياحية المفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم». ولفت زعزوع إلى إطلاق وزارة السياحة المصرية حزمة إجراءات داعمة لمساعدة الحركة السياحية في استعادة معدلاتها الطبيعية، وبالتالي ضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية. كما ألقى الضوء على استراتيجية وزارة السياحة المصرية في الأسواق العربية خلال الفترة المقبلة، والهادفة إلى توفير الدعم المستمر لشركائها من القطاع المهني والقيام بحملات دعائية وتسويقية مشتركة معهم وتكثيف الرحلات الصحافية، إلى جانب دعوة ممثلي شركات السياحة ومنظمي البرامج والرحلات لزيارة الوجهات السياحية المصرية وتعريفهم بالمنتجات السياحية التي تقدمها مصر للسائح العربي. وأشار إلى أن السياحة تشكل 11.3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي وتوفر 15.2 في المئة من دخل النقد الأجنبي، ونحو 45.1 في المئة من صادرات الخدمات و9.2 في المئة من حجم الاستثمارات في قطاع الخدمات، إلى جانب توفيرها فرص عمل لنحو 12.6 في المئة من إجمالي القوى العاملة في مصر.