طغت التحديات التي يشهدها قطاع السياحة من ارتفاع أسعار الوقود واضطرابات سياسية تجتاح عدداً من الدول العربية، على «سوق السفر العربي»، وهو الملتقى الذي انطلقت نشاطاته في دبي أمس، في حضور وزراء وأكثر من 2200 مشارك يمثلون الفنادق الكبرى وشركات الطيران العربية والعالمية من 69 دولة. وتوقع مسؤولون عرب، أن يتراجع معدل نمو السياحة في المشرق والمغرب العربيين خلال العام الحالي، بمعدل 50 في المئة في الدول التي تشهد اضطرابات سياسية مباشرة ونحو 15 في المئة في الدول العربية المجاورة. وعلى رغم هذه التحديات، كثفت هيئات السياحة العربية في الدول التي تشهد اضطرابات سياسية، تواجدها في «الملتقى»، في محاولة لتعويض التراجع الذي شهدته قطاعاتها السياحية منذ مطلع السنة، إذ اعتبر وزير السياحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود، أن «تكثيف الترويج السياحي أفضل وسيلة، لتجاوز الأزمات». وأشار عبود في تصريح إلى «الحياة» خلال الملتقى، إلى أن «الوضع في المشرق العربي، أثّر في شكل طفيف على الوضع السياحي في لبنان، الذي تمكن «من الخروج من حلقة الاضطرابات السياسية والشعبية، واستطاع تعويض التراجع في حجم السياحة الذي حصل منذ مطلع السنة، من خلال استقطاب السياح الأجانب لتعويض النقص العربي». وقال: «في وقت تراجعت السياحة في لبنان بمعدل 14 في المئة منذ مطلع السنة، سُجلت زيادة في عدد السياح الأجانب نسبتها 7 في المئة، مدفوعة بالسياسة الترويجية الكثيفة للبنان في أنحاء العالم». وأوضح أن «حجم الإنفاق السياحي في لبنان هو الأعلى في العالم بالنسبة إلى معدل الفرد، إذ يبلغ 7 بلايين دولار سنوياً». ويبدو أن دول الخليج استفادت من الاضطرابات السياسية، في المغرب والمشرق العربيين، إذ أكد المشاركون في «الملتقى»، أن قطاع السياحة فيها «شهد قفزة منذ مطلع السنة، على رغم ارتفاع أسعار الوقود التي انعكست سلباً على هوامش ربح شركات الطيران. وأعلن نائب الرئيس في الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية عبد الله الجهني، أن المملكة العربية السعودية لم تتأثر بالتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، إذ ارتفعت حركة العمرة بمعدل 20 في المئة. وتوقع أن يصل عدد المعتمرين هذا العام الى 4.2 مليون معتمر، في مقابل 4 ملايين معتمر العام الماضي إضافة الى 1.7 مليون حاج». وأشار في تصريح إلى «الحياة»، إلى أن المملكة «استفادت أيضاً من السياحة المحلية، في ظل التوتر الذي تشهده دول المشرق والمغرب العربيين، إضافة الى البحرين، إذ لجأ السعوديون الى السياحة في الداخل، والى دول خليجية أخرى مثل الإمارات. وأظهرت دراسة للمجلس الوطني للسياحة والآثار في الإمارات، أن «التوسع في الناتج المحلي للسياحة ارتفع منذ عام 2001 إلى نحو 168 في المئة، ليبلغ 36 بليون درهم (نحو 10 بلايين دولار). وبيّنت أن السياحة تساهم في نسبة تصل إلى 7.4 من الناتج المحلي للإمارات وفي نحو 11.7 في المئة من الناتج القومي باستثناء قطاع البترول. وعلى رغم استفادة دول الخليج من الاضطرابات السياسية التي تجتاح المشرق والمغرب العربيين، إلا أن المسؤولين في شركات الطيران الإقليمية، لم ينكروا تأثر قطاع الطيران من الارتفاع القياسي لأسعار النفط. وتوقعوا تراجع أرباح القطاع خلال العام الحالي بمعدل يتجاوز 45 في المئة، بسبب زيادة فاتورة الوقود. ورجحوا ألا تتجاوز أرباح الشركات هذا العام 360 مليون دولار، في مقابل 700 مليون حققتها العام الماضي.