احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي في لبنان بعيد الفصح امس، بإقامة القداديس في مختلف الكنائس، تخللتها عظات انتقدت الأوضاع السياسية القائمة وعمليات الخطف، داعية إلى إطلاق مطران حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس بولس اليازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الأرثوذكس المطران يوحنا إبراهيم اللذين ما زال مصيرهما مجهولاً حتى اليوم داخل الأراضي السورية. وتوقف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظته في كاتدرائية القديس مار جاورجيوس في قلب بيروت، عند الحروب التي تعم الأرض كلها، وقال: «في القرون الوسطى كان إيمان المسيحيين حاراً على رغم الصعوبات والاضطهادات»، ولفت إلى أن «العنف يحصد البشر اليوم وكأنهم حشرات، والتطرف يعمي بصائر الناس والتعصب يبعدهم بعضهم عن بعض، والخطيئة والفساد في كل مكان، والموت يتربص بكل إنسان في كل لحظة، جراء الحروب والخوف والقتل والاغتيال أو الكوارث الطبيعية»، قائلاً: «حتى الطبيعة لم تعد ترحم الإنسان لأنه لم يرحمها يوماً». وقال: «نعيش اليوم سراب حضارة... نحن بعيدون كل البعد منها على رغم مظاهرها الكثيرة الخداعة، لأنها ليست سيارات أو طائرات وقصوراً وملاهي ومدناً كبيرة، بل رقي وحوار وقبول للآخر، وهي سلام وطمأنية وعدالة وأخلاق وقيم، وتكون في احترام إنسانية الإنسان لا في استباحتها في السخرية والعنف والقتل والاغتيال، وهي تكون في برامج تلفزيونية تبني النفس لا بالخلاعة والتعرية على أنواعها». وقال: «الحضارة تكون في احترام حرية الآخر بدل انتهاكها، وما أكثر ما نشهده اليوم من عملية الخطف، ليس آخرها ما حصل مع المطرانين في حلب»، مشدداً على أن «التعرض للمقاومات الروحية مرفوض وهو ليس من عادتنا وتقاليدنا». ودعا المطران عودة إلى «تفعيل الديموقراطية بدل تعطيلها، وإقرار قانون انتخابي عادل يأخذ في الحسبان مصلحة المواطنين جميعاً، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، والتوحد حول رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أجل إخراج البلاد من مأزقها». وتطرق إلى حادثة السرقة التي تعرضت لها المطرانية قبل مدة، مشيراً إلى «أن السارقين موجودون في مكان لا يستطيع أحد الدخول إليه إلا بإذن». وترأس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الأسقف غطاس هزيم صلاة في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند، وسبق القداس استقبال كهنة الرعايا، من كل المناطق الشمالية، الشعلة المقدسة الآتية من القدسالمحتلة.