أبلغت الأمانة العامة للجامعة العربية الدول الاعضاء ومكاتبها في مناطق مختلفة من العالم بضرورة التريث في حضور ممثلي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لاجتماعات عربية حتى استكمال تشكيل الحكومة الموقتة و»اتمام الخطوات التنفيذية الخاصة بالتمثيل الخارجي». وكان مجلس الجامعة على المستوى الوزاري قرر في 6 آذار (مارس) الماضي اعتبار «الائتلاف» المعارض «الممثل الوحيد» للشعب السوري و»المحاور الاساسي» مع الجامعة العربية، داعياً التكتل المعارض الى «تشكيل هيئة تنفيذية» لشغل مقعد سورية في مؤسسات الجامعة. ودُعي رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب الى القمة العربية في الدوحة في نهاية اذار الماضي، حيث جلس وراء علم «الثورة» وألقى كلمة «الجمهورية العربية السورية». وكانت حكومتا العراق والجزائر تحفظتا عن قرار المجلس الوزاري العربي، وأعلن لبنان انه «ينأى بنفسه» عن القرار. وعلمت «الحياة» ان ممثلي «الائتلاف» حاولوا حضور اجتماعات لمؤسسات الجامعة في مناسبات مختلفة، غير ان الامانة العامة لم تستطع تأمين حضورهم الأمر الذي دفعها الى ارسال مذكرة الى الاعضاء تشرح خلفية القرار وكيفية التصرف مستقبلاً، تضمنت الاشارة الى ان المجلس الوزاري استند في قراره الى سابقتين وان اختلفت «الظروف المحيطة» بين حالات العراق وليبيا وسورية: الاولى، في ايلول (سبتمبر) العام 2003، عندما وافق المجلس الوزاري على ان يشغل ممثلو الحكومة الانتقالية مقعد العراق في الجامعة، بصفة انتقالية وموقتة على اساس التحرك نحو صوغ دستور واجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة معترف بها دولياً تتولى مسؤوليات السلطة. الثانية، موافقة المجلس الوزاري في 27 آب (اغسطس) 2011 على شغل المجلس الوطني الليبي الانتقالي مقعد ليبيا في الجامعة وجميع منظماتها ومجالسها وأجهزتها باعبتاره ممثلاً للشعب العربي الليبي. واشارت الجامعة العربية الى انه بعد انتخاب «الائتلاف» غسان هيتو رئيساً للحكومة الموقتة، فإن ميثاق الجامعة والنظام الداخلي يستلزمان لحضور ممثلي «الائتلاف» اجتماعات الجامعة، صدور أوراق تفويض معتمدة من رئيس الحكومة أو وزير الخارجية في هذه الحكومة، ما يعني ان مشاركة ممثلي «الائتلاف» في اجتماعات الجامعة ومنظماتها يتطلب «إتمام الخطوات التنفيذية». وافتتح «الائتلاف» سفارة له في الدوحة من دون حصول ذلك في أماكن مختلفة، علماً انه عيّن ممثلين له في عواصم مختلفة، بينهم نزار الحراكي في الدوحة وأديب الشيشكلي في مجلس التعاون الخليجي ومنذر ماخوس في باريس ووليد سفور في لندن وخالد خوجة في انقرة ونجيب الغضبان في نيويورك. واشارت مصادر ديبلوماسية الى وجود سفراء لسورية في عدد من الدول العربية بينها نميز غانم في الجزائر وحبيب عباس في السودان وبهجت سليمان في الاردن وعلي عبدالكريم في لبنان وصطام جدعان الدندح في العراق وسليمان سره في اليمن، اضافة الى وجود سفراء لمعظم هذه الدول في دمشق مع بقاء السفارات السورية مفتوحة في عواصم عربية عدة. واعلنت دول عربية وعوداً بان يشغل «الائتلاف» مقعد سورية في منظمة التعاون الاسلامي والاممالمتحدة، الامر الذي لا يبدو سهلاً. اذ لا تزال الحكومة السورية ممثلة ل «الجمهورية العربية السورية» في جميع منظمات الاممالمتحدة ومؤسساتها، حيث بقي سفراؤها في مناصبهم، مثل عدد من العواصم الكبرى في العالم خصوصاً تلك التي تضم منظمات دولية مثل بشار الجعفري في نيويورك وبسام الصباغ في فيينا وايمن سوسان في بروكسيل وفيصل الحموي في جنيف ولمياء شكور في منظمة الاممالمتحدة للثقافة والفنون (اونسكو) على رغم طلب الحكومة الفرنسية مغادرتها، اضافة الى بقاء السفراء السوريين في مجموعة «بريكس» التي تضم الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا والهند ووجود السفير الايراني في دمشق رضا شيباني والسفير السوري في طهران عدنان محمود.