ليس مستغرباً أن يعكس قطاع الطاقة عموماً والنفط خصوصاً، مؤشرات الضعف والقوة في الأسواق العالمية. لكن لوحظ أن استمرار ضعف تحرك أسواق الطاقة وتداولاتها اليومية وغير العقلانية، في ظل الحجم الكبير من التركز الاستثماري في الدول النفطية، سيكون مثابة مغامرة. واعتبرت شركة «نفط الهلال» في تقرير أسبوعي، أن الدول المنتجة «دخلت في حلول وسط مع اقتصاداتها والعالم، لتبقى أسعار النفط ضمن الحدود الآمنة والمستقرة لجميع الأطراف والاقتصاد العالمي، بالتالي تُرفع قيمة الاستثمارات وتنويعها في شكل دائم، لدعم الإمدادات وتلبية الطلب على كل مستوياته». ورأى التقرير، أن الدول المنتجة «تتحمّل الآثار السلبية لانخفاض أسعار النفط، وينعكس هذا التراجع إيجاباً على الدول المستوردة. وضمن هذا التصور تميل المعادلة لمصلحة غير المنتجين، وتنطوي على آثار سلبية على الاستثمارات في القدرات الإنتاجية في حال استمر ذلك». واعتبر أن النجاح المحقق «لا يمكن تجاوزه ولا بد من التعامل معه بمزيد من العناية، لأن الدول المنتجة تعتمد الصادرات من النفط والغاز لدعم الرخاء الاجتماعي لسكانها وتلبية المتطلبات الخدمية والتنموية، باعتبارها مصادر دخل يمكن الاعتماد عليها حتى الآن. فيما يشهد قطاع النفط والغاز مزيداً من التركيز على متطلبات الحفاظ على الجودة، وضبط تكاليف الإنتاج والإمداد، فضلاً عن استمرار التحول نحو التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق الاستفادة المثلى من الطاقة المنتجة، في تطوير القطاعات القائمة على الطاقة استعداداً للمؤشرات الخاصة بالطلب من قطاعات الاستهلاك الرئيسة، وفي مقدمها قطاعات الكهرباء والصناعة والنقل والمواصلات. ولا بد من الأخذ في الاعتبار، ازدياد قدرات الإنتاج واحتمال قرب دخول منتجين جدد». سلة «أوبك» وفي تطور غير متوقع، لاحظ التقرير أن أسواق النفط «انخفضت عن أسعار سلة أوبك لتصل إلى ما دون 100 دولار للبرميل منتصف الأسبوع الماضي، من دون تحديد الأسباب الحقيقية لهذا التراجع». ويعكس هذا الانخفاض «توسع نطاق التقلّبات وسقوفها ببلوغ سعر برميل النفط 112 دولاراً مطلع الشهر الجاري، بالتالي تحرك أسعار النفط بنسبة 12 في المئة خلال فترة قصيرة». وعزا الأطراف المتابعون لأسواق الطاقة العالمية، أسباب الانخفاض إلى «تراجع نمو الاقتصاد العالمي خصوصاً في شرق آسيا، قابله ارتفاع في الإنتاج والإمداد في اتجاه المستهلكين الرئيسيين، إضافة إلى العوامل الخاصة بتراجع الدولار». وأدرجت بعض التحليلات، الإنتاج النفطي الصخري الجديد في الأسباب، لذا فإن «تقويم نمو اقتصادات دول وكذلك الاقتصاد العالمي أو تراجعه، يحتاج إلى انقضاء سنة كاملة للخروج بمؤشرات ذات ارتباط ايجابي أو سلبي بما يجري». وينطبق الأمر أيضاً على «مؤشرات الطلب في أسواق المستهلكين، بالتالي لا يمكن الحكم على مؤشرات الطلب والإنتاج والنمو بين ليلة وضحاها». كل ذلك يؤكد أن أسواق تداول السلع الاستراتيجية في العالم «لم تصل بعد إلى مرحلة النضج للتعامل على المستوى العالمي في النظرة والأهداف». وشهد قطاع النفط والغاز أحداثاً على صعيد الصفقات والمشاريع، ففي الإمارات، أعلنت شركة «دانة غاز» اختيارها كإحدى الشركات الناجحة في الجولة العالمية لمناقصات الشركة القابضة المصرية للغازات الطبيعية «إيغاس» لعام 2012. وتأهلت الشركة في مناقصة للحقل البحري الأول في لبنان. كما فازت بعقد نسبته 100 في المئة للتنقيب في القطاع رقم 6 من منطقة امتياز حقل شمال العريش البحري في البحر الأبيض المتوسط، الواقعة شرق عمليات الإنتاج الرئيسة التابعة ل «دانة غاز» في منطقة دلتا النيل. وتستغرق عمليات الاستكشاف في الامتياز الجديد ثماني سنوات، مقسمة على ثلاث مراحل. ويُتوقع بدء العمل بالامتياز الجديد نهاية العام الحالي، بعد إنهاء الإجراءات اللازمة التي تُختتم بإصدار قانون الامتياز عقب الحصول على موافقة الجهات المعنية. وأفادت شركة بترول أبو ظبي الوطنية (ادنوك)، بأن الإمارات «ستلزّم عقداً ببلايين الدولارات لتطوير حقل باب للغاز خلال أسبوعين، وأشارت إلى أن «موقف رويال داتش شل قوي». ويتوافق المجلس الأعلى للبترول عادة مع قرارات «أدنوك»، لكن لم يعلن بعد قراره بمنح «شل» المشروع المقدرة قيمته بعشرة بلايين دولار. في قطر، أعلنت مؤسسة «قطر للبترول» توقيع اتفاق مع كونسورتيوم بقيادة شركة «توتال» الفرنسية لبناء مصفاة «رأس لفان 2» بكلفة 1.5 بليون دولار. وستملك «قطر للبترول» 84 في المئة من المشروع المشترك، وتعود الحصة المتبقية لكونسورتيوم يضم «توتال» وأربع شركات أخرى من بينها «كوزمو اويل» و«ماروبيني» اليابانيتين. وتوقعت المؤسسة، إنجاز أعمال البناء نهاية النصف الثاني من عام 2016. وسلّمت شركة «راس غاز» أولى شحناتها التجارية إلى محطة غيت لاستقبال الغاز في مدينة روتردام الهولندية، على متن ناقلة «الخوير» وهي من طراز «كيوفلكس»، وتحمل 3 ملايين و200 ألف وحدة حرارية بريطانية. في الكويت، أبرمت شركة «ايكويت» للبتروكيماويات اتفاقاً مع شركة «غلف كرايو» القابضة، لإطلاق المشروع الثاني من نوعه في الكويت لاسترجاع ثاني اكسيد الكربون. وستحصل «غلف كرايو» على منتج ثاني أكسيد الكربون من المصانع التابعة ل «ايكويت». ونجحت شركة «كويت إنرجي» في تطوير امتياز «شرق رأس قطارة» في مصر، والذي أفضى إلى زيادة في الإنتاج اليومي للامتياز من بئر «شهد - 3»، الذي ينتج 4300 برميل من النفط يومياً. وهكذا يرتفع الإنتاج إلى 17 ألف برميل يومياً. ويقع الامتياز في الصحراء الغربية في مصر، وتملك «كويت إنرجي» فيه حصة تشغيلية تبلغ 49.5 في المئة. ويُرجح ارتفاع الإنتاج اليومي من الامتياز إلى 20 ألف برميل من النفط يومياً نهاية الربع الثاني من هذه السنة.