سيكون على قسم التحرير الإخباري في مؤسسة «فرانس تلفزيون» أن يوفّر سبعة ملايين يورو على مدى ثلاث سنوات بدءاً من هذه السنة. وكانت الحكومة الفرنسية، وضمن خطتها لتقليص النفقات العامة، خفّضت تمويل بعض مؤسسات الإعلام السمعي والبصري التابعة للدولة، ومنها « فرانس تلفزيون» بمحطاتها الخمس. ووقعت المجموعة قبل أيام عقداً مع الحكومة حول الأهداف والإمكانات تضمّن تمويلاً حكومياً إضافياً يصل إلى 49 مليون يورو. وجاء هذا المبلغ الإضافي من دافع الضرائب الفرنسي الذي عليه بدءاً من الآن تسديد ضريبة سنوية للإعلام السمعي والبصري تصل إلى 131 يورو (بزيادة 2 يورو). وفي المقابل، تعهدت المؤسسة، وفق موقع «بيور ميديا»، الاقتصاد في المصاريف وإلغاء ستمئة وخمسين وظيفة، وتحقيق جهود في الإدارة وفي حقوق نقل الفعاليات الرياضية، كما استغنت عن فكرة تحويل «فرانس 3» إلى محطة شبابية. وسيطاول تخفيض النفقات قسم الأخبار. وكان المدير العام للأخبار في المؤسسة تيري توييه أعلن أن على القسم إدخار سبعة ملايين يورو خلال ثلاث سنوات، اثنان منها هذا العام، من أصل موازنة تبلغ 225 مليون يورو. وصرح في مؤتمر صحافي بأن إجراءات التوفير لن تشمل مدة النشرات الإخبارية وعدد المواضيع المطروحة، لكنها ستركز على إعادة تنظيم أقسام التحرير من دون المس بالمحتوى ما أمكن، كأن تكون هناك تغطية واحدة من «فرانس 2» و «فرانس 3» للقاءات والمؤتمرات الصحافية، فضلاً عن دمج النشرة الإخبارية المسائية على «فرانس 3» مع جلسات النقاش واعتماد صور من برامج إخبارية أخرى ومن المواقع، في سعي إلى إغناء مستوى النشرة بأقل تكلفة ممكنة. وأكد المدير وفق جريدة «لوفيغارو»، أنه لن تكون هناك «إدارة تحريرية واحدة للأخبار، فهذا يؤثر في الخصوصية التحريرية لكل محطة، وأن للتقارب حدوده التي على السياسة الاقتصادية إحترامها مهما كانت قاسية». ولم يستبعد مدير قسم الأخبار «شراكة استراتيجية» مع «فرانس 24» في نوع من «تجميع قوى القطاع العام بخاصة في التغطية الخارجية»، ولكن مع «الحفاظ على الخط التحريري العام». وسيثير هذا كما أشارت «لوفيغارو» قضية المراسلين الأجانب الذين شكّل وجودهم خصوصية القنوات العامة، بعدما استغنت المحطات الخاصة عنهم، فهل سيتم الحفاظ عليهم؟ وستثير هذه الشراكة قضية أخرى تتعلق باختلاف توجهات المحطات الموجهة إلى داخل فرنسا عن تلك الموجهة إلى الخارج، مثل «فرانس 24» التي تتوجه نحو جمهور عالمي، اهتماماته غير متطابقة مع جمهور محلي. يذكر أن تقليص الدعم الحكومي بدءاً من هذا العام طاول مؤسسة «فرانس تلفزيون» (الأولى الموجهة للجزر الفرنسية و «فرانس 2» و فرانس 3» والرابعة والخامسة)، فيما لم تمس الحكومة القيمة الكلية للدعم الموجه للقنوات الخارجية.