طغت الأزمة السورية ومخاطر عدوى انتشار تداعياتها على الصعيد الإقليمي وأخطار الإرهاب المحدقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على محادثات وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) واللقاءات الثنائية بين كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وطلب كيري الاستعداد للرد على الأسلحة الكيماوية السورية في حين انتقد لافروف قرار الجامعة العربية منح مقعد سورية إلى المعارضة «ما نسف بيان جنيف». وأكد الحلف «التزامه أقصى درجات اليقظة إزاء مخاطر الصواريخ الباليستية السورية واحتمال استخدام الأسلحة الكيماوية». وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن مراكز المراقبة في محطات بطاريات صواريخ باتريوت في جنوب غربي تركيا «ترصد إطلاق القوات السورية صواريخ سكود بشكل منتظم ضد مواقع المعارضة». وأشار إلى أنها لا تزال تسقط في الداخل السوري خارج نطاق أمد صواريخ باترويت. وحض كيري الحلف على البحث في دوره في الأزمة السورية بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال، في بيان معد للاجتماع «إن الخطط التي وضعها الحلف بالفعل مناسبة». وأضاف أن «علينا أيضاً أن ندرس بشكل دقيق وجماعي كيفية إعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية». وشملت محادثات الحلف الأخطار التي تثيرها تهديدات كوريا الشمالية وخطة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في نهاية 2014. وقال راسموسن إن صواريخ باتريوت «دليل التزام الحلفاء وقدرتهم على ردع التهديدات وحماية تركيا». ورأى أن الوضع الإنساني في سورية تدهور بشكل خطير في الشهور الأخيرة. وقال في نهاية الجلسة الصباحية أن الوضع في سورية «يهدد الاستقرار الإقليمي وأكد الوزراء القلق الشديد إزاء اشتداد معاناة المدنيين ومن خطر اتساع النزاع إلى الدول المجاورة حيث تواجه تركيا، عضو الناتو، تحديات أمنية عبر الحدود وتدفق اللاجئين بشكل مكثف». ولا ينوي الحلف الاضطلاع بأي دور في الأزمة السورية وقال راسموسين «لكن إذا ظلت هذه التحديات من دون معالجة فإنها قد تهدد أمن الحلفاء. لذلك فهو يلزم أقصى درجات اليقظة». وقال بعد اجتماعات وزراء الخارجية مع وزير الخارجية الروسي إن «الطريق المباشر لحل الأزمة في سورية يتمثل في إيجاد مخرج سياسي». وانتقد لافروف «أقلية تعطل المجموعة الدولية» وحذر من فوز المتشددين في سورية إذا استمر النزاع. ووصف محادثاته مع وزراء خارجية «الناتو» بأنها «كانت إيجابية» وأوضح في مؤتمر صحافي «وجود بداية فهم التهديدات الحقيقية والمخاطر التي ستطرأ إذا استمر الوضع الراهن وإذا تمكنت الأقلية المتشددة من تعطيل جهود المجموعة الدولية مثلما كانت نجحت في تعطيل مهمة المراقبين العرب ومراقبي الأممالمتحدة وبيان جنيف ومبادرة الشيخ معاذ الخطيب للتفاوض ما اضطره إلى تقديم استقالته». وعقب على منح المعارضة السورية مقعد سورية في جامعة الدول العربية متسائلاً «ماذا يعني منح مقعد سورية للمعارضة في الجامعة ما هذا الموقف؟ إن هذا التصرف يوضح كيف تم نسف آمال حل النزاع بالوسائل الديبلوماسية والسياسية». وحذر لافروف من أن «التأخر في إيجاد حل للأزمة سيمكن المتشددين من السيطرة. ونصح بالعودة إلى بيان جنيف وقال «هناك قوى في الميدان مؤهلة للتفاوض وتشكيل الحكومة الانتقالية، وقد دعم الرئيس المصري محمد مرسي خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو بيان جنيف». وأثارت بلجيكا وهولندا قلقهما من عواقب مشاركة جهاديين أوروبيين في عمليات القتال في سورية. وشجبت دول الحلف بشدة عملية التفجير التي استهدفت السفارة الفرنسية في طرابلس وعبرت عن «التضامن الكامل مع فرنسا».