قال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن إن الحلف سيعتبر أي طلب تقدمه تركيا لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سورية طلباً «عاجلاً». يأتي ذلك فيما يناقش الوزراء الاوروبيون في بروكسيل استراتيجية مشتركة لدعم الائتلاف الجديد للمعارضة السورية. وقال راسموسن عند وصوله الى اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسيل أمس «اذا تلقينا طلباً رسمياً من تركيا لتوفير هذا النوع من الدفاع والحماية الفعالين فسنعتبر هذا الطلب عاجلاً». وأضاف ان الحلف الذي يضم 28 دولة بينها تركيا «يملك كل الخطط اللازمة للدفاع (عن تركيا) اذا احتاج الامر»، مؤكداً ان «تركيا تستطيع الاعتماد على حلفائها». وقال راسموسن إن «الوضع على طول الحدود السورية التركية يثير مخاوف جمة. لدينا جميع الخطط اللازمة للدفاع عن تركيا ان دعت الحاجة وهذه الخطط قابلة للتعديل عند الضرورة لضمان حماية ودفاع فعالين لتركيا». وقال راسموسين إن الحلف لا ينوي إقامة منطقة حظر جوي فوق جزء من الأراضي السورية. وتابع: «نحن لا نتحدث عن منطقة الحظر الجوي. إذا اضطررنا لنشر صواريخ باتريوت (على الحدود التركية - السورية)، فسيكون ذلك إجراء دفاعياً بحتاً بهدف حماية تركيا، وسيتم نصبها على الأراضي التركية». وتتوقع المانيا تقديم تركيا طلباً رسمياً للحلف الاطلسي لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية - السورية على ما اكد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير. وقال الوزير عند وصوله الى اجتماع وزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسيل «اتوقع ان يقدم الاتراك طلبهم اليوم (امس)». وتابع ان المانيا «ستقيم» هذا الطلب «بانفتاح وتضامن» مع تركيا. والمانيا وهولندا هما البلدان الاوروبيان الرئيسيان في الحلف الاطلسي اللذان يملكان صواريخ باتريوت للدفاع الجوي. وكانت صحيفة «سودويتشي تسايتونغ» الالمانية افادت السبت ان برلين مستعدة لارسال صواريخ باتريوت الى تركيا في اطار مساعدة للحلف الاطلسي. ويتوقع الجيش الالماني المساهمة بحوالى 170 عسكرياً وبطارية او اثنتين لصواريخ باتريوت في اطار مهمة مماثلة للحلف الاطلسي بحسب الصحيفة. وكانت دول الحلف نشرت هذه الصواريخ التي تنتجها المجموعة الاميركية رايثون في تركيا في 1991 خلال حرب الخليج ثم في 2003 عند غزو العراق. ومسألة تعزيز الدفاعات الجوية التركية تناقش منذ اشهر بين السلطات التركية وحلفائها في الحلف الاطلسي وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة. وتزايد هذا الاحتمال عندما اصابت قذائف سورية بلدات قريبة من الحدود وأدت واحدة منها الى مقتل خمسة قرويين اتراك. ولمواجهة هذا التهديد، عززت تركيا في الاشهر الاخيرة اجراءاتها الامنية ونشرت دبابات وبطاريات صواريخ مضادة للطيران قصيرة المدى على طول الحدود. والملف السوري مدرج على جدول اعمال وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل. وقد يناقشون امكانية رفع حظر الاتحاد الاوروبي على شحن اسلحة الى سورية، وهي فكرة تدافع عنها باريس. ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «المقاربة العسكرية» للغربيين وحذر من خطر «استيلاء القاعدة ومنظمات متطرفة اخرى على السلطة» بفضل هذه الاسلحة وذلك في رسالة إلى المجتمعين في مؤتمر عقد في طهران لبحث سبل حل الازمة السورية سياسياً. وستحاول باريس ايضاً اقناع العواصم الاوروبية الاخرى بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. وتتحفظ دول عدة على هذه الخطوة على رغم وعوده ان يشمل «كل مكونات» البلاد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عند وصوله الى بروكسيل ان «فرنسا تحملت مسؤولياتها وسيتبعها الآخرون».