حسم زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الخلاف مع قيادة الجناح العسكري لحزبه في شأن تنفيذ خطته الخاصة بانسحاب مسلحي الحزب من تركيا وإلقائهم السلاح، وأمر ببدء الانسحاب الأسبوع المقبل وإنجازه قبل مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل. وأفادت مصادر في حزب «السلام والديموقراطية» الكردي أن رسالة أوجلان الأخيرة التي نقلها وفد الحزب إلى القيادة العسكرية في جبال قنديل شمال العراق اتسمت بلهجة شديدة وحازمة، ورفض فيها أوجلان اقتراح القيادة تقسيم الانسحاب على سنتين، لكنه قبل تمديد فترتها الزمنية ثلاثة أشهر، بعدما كان طلب سابقاً إنهاء الانسحاب في حزيران (يونيو). وأكد أوجلان في رسالته حصوله على كل الضمانات المطلوبة خلال مفاوضات مفصلة أجراها مع الاستخبارات التركية في سجنه بجزيرة أمرالي، وأن أنقرة تعهدت عدم التعرض لأي مسلح في طريقه إلى شمال العراق، علماً أن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقعت اتفاقات مع قوات الأمن والجيش تقضي بعدم التعرض لعناصر الكردستاني خلال الفترة المقبلة، ووقف الغارات الجوية على جبال قنديل، وهو ما رفضته المعارضة القومية واليسارية. واستجاب أردوغان لشرط «الكردستاني» تشكيل لجنتي حكماء مدنية وبرلمانية لمتابعة عملية ترك السلاح، والتفاوض على حل سلمي للقضية الكردية في تركيا والمنطقة. لكن المعارضة القومية واليسارية قاطعت اللجنة البرلمانية بحجة عدم اطلاعها على تفاصيل الاتفاق مع الاستخبارات التركية، والذي حذرت من أنه قد يؤدي إلى تقسيم تركيا، وإطلاق أوجلان الذي ينفذ عقوبة بالسجن المؤبد.