سافر وفد برلماني من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي إلى شمال العراق، لنقل رسالة خطية جديدة من الزعيم المُعتقل ل «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان إلى قيادة الجناح العسكري للحزب، المتمركزة في جبال قنديل. وذكرت مصادر الحزب أن الرسالة تحوي أوامر لمسلحي الحزب بالانسحاب من تركيا وإلقاء السلاح، وتقويماً لمسار عملية السلام التي أُبرِمت مع جهاز الاستخبارات التركية. ويُتوقع أن يعلن الجناح العسكري ل «الكردستاني» موعد بدء الانسحاب، امتثالاً لأوامر أوجلان الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي التركية. وأضافت مصادر الحزب أن أوجلان وجّه نداءً ل «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض، ليساند مسيرة التسوية وينضم إلى لجنة برلمانية شُكِّلت من نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم و «حزب السلام والديموقراطية الكردي». واعتبر أوجلان أن على المعارضة «ألا تفوت هذه الفرصة التاريخية»، مضيفاً أن «حزب الشعب الجمهوري سيدفن نفسه حياً، إن لم يشارك في هذه المسيرة». وكان «حزب الشعب الجمهوري» و «حزب الحركة القومية» رفضا المشاركة في اللجنة، بسبب عدم اطلاعهما على تفاصيل الاتفاق المُبرم بين أوجلان والاستخبارات التركية، ولاعتقادهما بوجود «اتفاق سري» لتحويل تركيا دولة فيديرالية وإطلاق أوجلان. وانتقد الحزبان الحكومة، واعتبرا أن أي أمر للجيش يصدره رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالامتناع عن تعقّب مسلحي «الكردستاني» المنسحبين من تركيا إلى شمال العراق، سيتعارض مع القانون. ودعا الحزبان الجيش وأجهزة الأمن إلى عدم الامتثال لأوامر الحكومة في هذا الصدد. وكان أوجلان اشترط تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة الانسحاب واقتراح تعديلات قانونية ودستورية، تتيح وضع تسوية سياسية للقضية الكردية. كما اشترط الامتناع عن ملاحقة مسلحي حزبه خلال انسحابهم الذي يُفترض استكماله قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل.