كشفت النائب الكردية بيرفين بولدان أمس، أن الزعيم المُعتقل ل «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان يعكف على صوغ رسالة جديدة يطلب فيها من مسلحي حزبه الانسحاب من تركيا من دون سلاحهم. ورجّحت أن يسلّم أوجلان الرسالة اليوم إلى وفد برلماني من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي سيزوره في سجنه في جزيرة إمرالي. وقالت بولدان التي زارت أوجلان نهاية الأسبوع الماضي، إن الأخير يتابع تطورات الأحداث من سجنه، من خلال تلفزيون زوّده به السجن بأمر من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأضافت أن زعيم «الكردستاني» متفائل بسير العملية السلمية، ومتأكد من نجاح تنفيذ خطته التي أعلنها خلال عيد «النوروز» الشهر الماضي، وتنصّ على خروج مسلحي حزبه وإلقائهم سلاحهم، تمهيداً لتسوية سلمية للقضية الكردية في تركيا. وأشارت مصادر في «حزب السلام والديموقراطية» إلى أن أوجلان سيطلب مباشرة من مسلحي حزبه أن ينسحبوا إلى شمال العراق، وأن يسلكوا طرقاً بعيدة من القرى والمدن، لتجنّب مواجهة الجيش التركي، على أن يُنجز الانسحاب للمسلحين المُقدّر عددهم بين 2500 و3000، بنهاية حزيران (يونيو) المقبل. وأبدى أوجلان قلقاً من العنف في جامعة دياربكر في الأيام الأخيرة، بين طلاب أكراد بعضهم إسلامي يتبع «حزب الله» الكردي، والقسم الآخر يساري متعاطف مع «الكردستاني»، وطلب تهدئة الأوضاع وتجنّب أي استفزازات. وفيما ينتظر الأكراد تفعيل لجنة برلمانية شُكِّلت بطلب من «الكردستاني» لمتابعة انسحاب مسلّحيه، بمشاركة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم و«حزب السلام والديموقراطية»، بعد امتناع المعارضة القومية واليسارية عن المشاركة فيها، قدّم «حزب السلام والديموقراطية» اقتراح قانون لإلغاء نظام «حماة القرى» أو المسلحين الأكراد المتعاونين مع أجهزة الأمن التركية، والذين استخدمهم الجيش التركي في حربه على «الكردستاني» خلال العقود الثلاثة الماضية. واعتبر الحزب في اقتراحه أن المرحلة المقبلة لن تحتاج هذا النظام الأمني الذي «فرّق بين الأكراد على أساس الولاء للدولة». وثمة حوالى 80 ألف كردي يعملون مع الأمن التركي، وصدرت في حقهم شكاوى واتُهِموا بتجاوزات أمنية ضد أكراد واستيلائهم على أراضٍ، وهذا ملف شائك تحاول الحكومة التعامل معه.