لم يجمع الاحتفال الضخم الذي دعا إليه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الخميس في ملعب «آزادي» (الحرية) الذي يتّسع لمئة ألف متفرج، أكثر من نصف هذا العدد، كما لم يشهد ظهور أسفنديار رحيم مشائي، أبرز مساعدي نجاد والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل. وكانت الرئاسة أعلنت أن التجمّع مُخصص لتكريم موظفي «مؤسسة الثرات والسياحة والثقافة»، على تنظيمهم رحلات «قياسية» في مدن البلاد، خلال عطلة رأس السنة الإيرانية (النوروز) التي بدأت في 21 آذار (مارس) الماضي. لكن معسكر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رأى في التجمّع مجرد حملة انتخابية، بأموال عامة، قد يتخللها إعلان مشائي ترشحه للرئاسة. لكن الأخير لم يظهر خلال الاحتفال، بل كان في مقبرة «بهشت الزهراء» في طهران، حيث زار قبر الممثلة الإيرانية عسل بديعي (36 سنة) التي توفيت مطلع الشهر وتبرّعت بأعضائها بعد وفاتها. وتضاربت المعلومات حول عدد المشاركين في التجمّع، إذ أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) التي تديرها الرئاسة، بوجود 70 ألف شخص. لكن، بعدما أظهرت صور بثها التلفزيون الإيراني، أن نصف الملعب كان فارغاً، عدّلت الوكالة الخبر، إذ اكتفت بذكر أن ملعب «آزادي» يتّسع لمئة ألف شخص. ورجّحت معلومات أن يكون المشاركون، موظفين عامين أو آخرين رأوا في التجمّع مجرد متنّفس ترفيهي، خصوصاً أن الحشد هتف: «أين طعام الغداء؟»، لدى تقديم نجاد ليلقي خطاباً، وسط عدم اكتراث الحاضرين. وأفادت معلومات بأن نجاد دخل إلى الملعب عبر مروحية، فيما اعتُبر وجود وزير النقل علي نِكزاد، المرشح للرئاسة، وغياب مشائي، مؤشراً إلى أن معسكر الرئيس الإيراني يُعِدّ علي نِكزاد لخوض المعركة، إذ يرجّح ألا يصادق مجلس صيانة الدستور على ترشيح مشائي الذي يتهمه معسكر المرشد بتزعّم «تيار منحرف» يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه. وتحدّث نجاد خلال الاحتفال، عن «رقم قياسي» في الرحلات خلال عطلة عيد «النوروز» التي تستمر أسبوعين، قائلاً: «أحبط الشعب الإيراني، ببدئه سنة حافلة بالنشاط، جميع خطط الأعداء، وستكون هذه سنة الملاحم المتتالية لإيران». وأضاف: «توقّع الأعداء، بعد قصف إعلامي عنيف وضغوط، أن يشق اليأس طريقه إلى نفوس الإيرانيين، ولكن رأينا بدء سنة مفعمة بالنشاط وزاخرة بالأمل». في غضون ذلك، حضّ رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي على «المشاركة الواسعة في انتخابات الرئاسة، ومراعاة الأخلاق وتجنّب الدعايات المسيئة واستغلال الإمكانات العامة للدعاية الانتخابية». ويشير خاتمي بذلك إلى اتهام قياديين أصوليين نجاد باستغلال منصبه لتسويق مرشحه للرئاسة. وأردف خاتمي خلال خطبة صلاة الجمعة: «نعتقد بضرورة المنافسة الإسلامية والنقد المنصف ورفع شعارات واقعية خلال الانتخابات». الملف النووي على صعيد آخر، نفت طهران معلومات أفادت بأنها ستجري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، جولة محادثات جديدة حول ملفها النووي. ونقلت شبكة «برس تي في» عن مصدر في الفريق الإيراني المفاوض، أن «لا اتفاق» بين الجانبين حول موعد جولة جديدة من المحادثات. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن ديبلوماسيَّين أن إيران والوكالة الذرية ستعاودان محادثاتهما منتصف أيار (مايو) المقبل، والتي تركّز على أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني.