باريس، شيكاغو (الولاياتالمتحدة) – أ ب، أ ف ب – عيّن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، علي أكبر صالحي المندوب السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، رئيساً للهيئة الإيرانية للطاقة الذرية خلفاً لغلام رضا آغازاده الذي يُعتبر مقرباً من رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني والمرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» بأن صالحي عُيّن نائباً للرئيس ورئيساً جديداً لهيئة الطاقة الذرية. ونقلت وكالة «رويترز» عن قريب لصالحي إن الوظيفة عرضت على صالحي لكن لم يتبين بعد ما إذا كان قبلها. ونسبت الوكالة الى محلل قوله إن «تعيين صالحي إشارة إيجابية للغرب. فصالحي منطقي ومتحدث هادئ تثق فيه الوكالة الذرية». ويخلف صالحي آغازاده الذي قبل نجاد استقالته الخميس الماضي، بعدما شغل المنصب منذ العام 1997. ويُعتبر آغازاده مهندس البرنامج النووي الإيراني. وكان صالحي مندوب إيران لدى الوكالة الذرية في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، حين كُشف في العام 2003 عن البرنامج النووي الإيراني الذي بقي سرياً 18 سنة. وبقي في المنصب أربع سنوات حتى كانون الثاني (يناير) 2004. في كانون الأول (ديسمبر) 2003، وقّع البروتوكول الإضافي الذي قبلت إيران بموجبه السماح لمفتشي الوكالة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مباغتة لمنشآتها النووية، حتى قبل ان يصادق مجلس الشورى (البرلمان) على هذه الاتفاقية. وفي شباط (فبراير) 2006، أمر نجاد بوقف تطبيق البروتوكول الإضافي، بعد قرار مجلس الحكام في الوكالة الذرية إحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن. وكان صالحي عضواً في الفريق الإيراني المفاوض الذي قاده حسن روحاني، وأُبعد عنه بعد إشرافه على اتفاق سعد اباد الذي قضى بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم بعد محادثات إيران مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ووجه انتقادات لأداء روحاني خلال مفاوضاته مع الغرب. وصالحي من مواليد مدينة كربلاء في العراق، ويحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة، كما تولى رئاسة جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران بين العامين 1980 و1988. ولقي صالحي تقدير الغربيين لمواقفه المعتدلة، كما عمل معاوناً للأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة. ورافق صالحي الذي يجيد الانكليزية والعربية، نجاد في أول زيارة له للأمم المتحدة العام 2005. في الوقت ذاته، أعلن نجاد تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائباً أول للرئيس خلفاً لبرويز داودي الذي عُيّن مستشاراً للرئيس. ومشائي الذي شغل منصب نائب الرئيس للشؤون السياحية، مقرب جداً من نجاد، وابنته متزوجة من ابن الرئيس. وكان مشائي قال في تموز (يوليو) 2008 ان إيران «صديقة الشعبين الأميركي والإسرائيلي»، ما أثار غضب رجال دين ونواب محافظين طالبوا بإقالته. واضطر المرشد علي خامنئي للتدخل، معتبراً كلام مشائي «غير صحيح وغير منطقي». وبعد ساعات على تصريح خامنئي، أصدر مشائي بياناً أعلن فيه انه يؤيد تماماً هذا الرأي. كما أعلن نجاد انه سيعيّن كبير مستشاريه مجتبى ثمرة هاشمي، في منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية. وكان نجاد تعهد بعد الانتخابات الرئاسية، إجراء «تغييرات مهمة» في الحكومة المقبلة. وقال في مدينة مشهد الخميس الماضي ان فريقه الجديد سيكون أقوى «عشر مرات» أكثر من فريقه السابق. في باريس، صححت الخارجية الفرنسية تصريحاً لوزير الخارجية برنار كوشنير قال فيه ان بلاده ستعترف بنجاد رئيساً لإيران. وأشارت الخارجية الى ان كوشنير تحدث عن «احتمال اعتراف» لن يحصل «إلا في حال موافقة الجميع في إيران وخصوصاً المرشحين الآخرين للانتخابات الرئاسية». وشكل محامون أوروبيون في باريس «اللجنة الدولية للحقوقيين من اجل الدفاع عن ضحايا قمع الانتفاضة في إيران»، والمدعومة من «مجاهدين خلق» أبرز المنظمات المعارضة للنظام في الخارج. في غضون ذلك، رأى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الطموحات النووية الإيرانية تشكل التهديد الأكبر للأمن العالمي. وقال إن «إيران هي ما يقلقني أكثر من سواها، إذ يبدو لي انه لا يتوافر سيناريو يتيح لنا التفاؤل بأن الخيارات الجيدة تمت». وأضاف: «إذا حاولنا القيام بشيء ما لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، لا يمكن توقع النتائج».