أبلغت مصادر في طهران «الحياة» أمس، أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي طلب من الإصلاحيين المشاركة بفاعلية في انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، «ما داموا يؤمنون بالدستور والنظام السياسي». ودعمت المصادر معلوماتها، بخطاب ألقاه خامنئي الخميس الماضي لمناسبة رأس السنة الإيرانية (النوروز)، وَرَدَ فيه أن الانتخابات ليست حكراً على تيار سياسي، بل مشاركة كل التيارات واجبة. ولم تتّضح الصورة لدى التيار الإصلاحي، لجهة تقديم مرشح لخوض المعركة، لكن شخصيات تستعدّ للمشاركة في الاقتراع، فيما ما زالت التكهنات غير حاسمة في شأن ترشّح الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، خصوصاً أن الأخير صادق على برنامج سياسي للانتخابات طرحته شخصيات إصلاحية قبل عطلة «النوروز». ويرى محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، المرشح للانتخابات، أن على المحافظين إعادة النظر في وضعهم الانتخابي، إذا ترشّح رفسنجاني، معتبراً أن ذلك «سيخلط الأوراق ويستوجب إعادة نظر، لا بسبب المنافسة معه، بل المنافسة أيضاً داخل التيار الأصولي». لكن باهنر نصح رفسنجاني بعدم الترشّح، لافتاً إلى «معارضين له، وقد يستخدم بعضهم وسائل لا أخلاقية لإسقاطه». واستدرك أن في إمكان الرئيس السابق مساندة شخصيات تنسجم مع توجهاته السياسية. وتستبعد مصادر ترشّح خاتمي، بسبب عدم رغبته في ذلك، والأحداث التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. لكن المصادر رجّحت أن تظهر الصورة الواقعية للمرشحين، بعد منتصف الشهر المقبل، خصوصاً أن مرشح التيار الذي يسانده نجاد لم تتّضح صورته بعد، لأن الخيارات مفتوحة لتنافس قوي بين أنصار الأصوليين ومؤيدي الرئيس الإيراني، فيما قد يحوّلها دخول الإصلاحيين المعركة، سباقاً ثلاثياً. في غضون ذلك، شدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست على أن «مقاومة الشعب الإيراني أحبطت مساعي الأعداء»، مضيفاً: «على رغم أن الأعداء سعوا إلى عزل إيران، من خلال مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، لكن ذلك لم يتحقق وتحوّلت إيران مركزاً لتسوية المشاكل الإقليمية». وتطرّق إلى إمكان الحوار مع الولاياتالمتحدة، قائلاً: «طالما أن أميركا لا تغيّر سلوكها وتصرفاتها إزاء إيران، فإن مجرّد التشدق بالمفاوضات سيكون بلا معنى، في ظل تهديدات أو تصرفات عدائية ضد شعبنا».