انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، مطالبات بتأمين نزاهة انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، معتبراً أن بلاده شهدت 34 اقتراعاً منذ الثورة العام 1979، كانت كلها «حرة». وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني شدد مراراً على «ضرورة تنظيم انتخابات حرة وتنافسية وشرعية، لإيجاد توازن في وضع البلاد»، معتبراً أن ذلك هو «السبيل الوحيد لتسوية المشاكل واستعادة الاعتدال» في إيران. وبدا كلام خامنئي تحذيراً للإصلاحيين الذين شددوا على أهمية تنظيم انتخابات «نزيهة»، وسط نقاش حول السماح لهم بالترشح، بعد الاضطرابات التي أعقبت خسارة المرشحَين الرئاسيَين السابقين مير حسين موسوي ومهدي كروبي في انتخابات 2009. وقال خامنئي: «على مَنْ يتكلمون عن الانتخابات أن ينتبهوا وألا يساعدوا العدو، وألا يكرروا دوماً وجوب أن تكون حرة. شهدت إيران منذ انتصار الثورة 34 انتخابات شعبية، كلها اتسمت بالنزاهة». وتساءل «أيّ منها لم تكن حرة؟ في أي دولة تُنظم انتخابات أكثر حرية من إيران؟»، واستدرك: «طبعاً أصرّ على وجوب تنظيم الانتخابات بنزاهة وأمانة تامتين، وعلى المسؤولين مراعاة القوانين والتقوى، وأثق بأن الأمر سيكون كذلك». وحضّ الجميع على «التزام الوسائل والقوانين لتنظيم انتخابات سليمة، إلا إذا أراد بعضهم سلوك طرق ليست قانونية، كما فعل بعضهم العام 2009، وسبّبوا إزعاجاً ومضايقات وأضراراً للشعب والبلاد، ولأنفسهم المذلة والتعاسة أمام الرأي العام». وحذر من أن «أعداء الثورة يسعون إلى انتخابات في حضور جماهيري ضعيف، من خلال إلهاء الشعب بمسائل سياسية واقتصادية وأمنية»، منبهاً إلى أن «الشعب الإيراني الواعي لا تنطلي عليه خدع الأعداء». في غضون ذلك، اعتبر علي سعيدي، ممثل خامنئي لدى «الحرس الثوري»، أن من واجب «الحرس» تأمين «هندسة معقولة للانتخابات»، لمواجهة «حرب بالوكالة» تشنها واشنطن على طهران. ونفى مير محمود موسوي، شقيق مير حسين موسوي، إشاعات عن نيته الترشح، فيما ربط محمد رضا عارف، نائب الرئيس السابق خلال عهد محمد خاتمي، ترشحه ب «توصل الإصلاحيين إلى توافق، بقيادة خاتمي». ودعا إلى «تغيير المناخ» السائد لدى الإصلاحيين، قائلاً: «علينا التوصل إلى توافق، إذا أردنا ألا نُهزم. مقاطعة الاقتراع ليست واردة. على الإصلاحيين النزول إلى الساحة، إن أرادوا تحقيق نتيجة». وحذر عارف الإصلاحيين من وضع شروط لخوض الانتخابات، بينها إطلاق السجناء السياسيين، معتبراً أن النظام أظهر في العقود الثلاثة الماضية أنه لا يقبل بأي شرط. في غضون ذلك، حذر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني من أن إيران تواجه «جفافاً اقتصادياً»، مستبعداً «معجزة» في هذا الصدد. وفي إشارة كما يبدو إلى خصمه الرئيس محمود أحمدي نجاد، قال لاريجاني: «المسؤولون الفاسدون عاجزون عن محاربة الفساد».