طهران – أ ب، أ ف ب – دعا رجل الدين علي سعيدي ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي في «الحرس الثوري»، إلى مواجهة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي «بذكاء»، معتبراً أن محاكمتهما ستثير مشاكل للنظام، كما هاجم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، اذ رأى انه ما زال يؤيد الإصلاحيين. أتى ذلك فيما دعا خامنئي الجيش الى «ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة من الباري تعالى، بتسخيرها في خدمة نظام الجمهورية الاسلامية، من خلال استخدام كلّ الامكانات والقدرات الفكرية والعملية»، وذلك في كلمة خلال استقباله قادة الجيش، عشية «يوم جيش» الذي تحييه إيران في 18 نيسان (أبريل) الجاري. واعتبر علي سعيدي أن «ظروف محاكمة قادة الفتنة غير متوافرة الآن»، قائلاً: «مشكلتنا تتمثّل في أننا اذا اتخذنا إجراءً، ستُصدر رابطة المدرسين والعلماء في قم (هيئة دينية تؤيد الاصلاحيين) ومجموعات أخرى، بيانات (ترفض محاكمة موسوي وكروبي). علينا مواجهة قادة الفتنة بذكاء، وألا نجعل الوضع أكثر تعقيداً، وأن نهتم بما يجري في المجتمع». وأضاف: «أسلوب مواجهة زعيمي المعارضة ووضعهما في إقامة جبرية، هو الحلّ الأفضل للتعامل معهما». وتطرّق سعيد الى رفسنجاني، قائلاً: «هذه المشكلة ما زالت مقلقة جداً. على رغم أن المرشد حاول جاهداً لفصل السيد هاشمي (رفسنجاني) عن ذاك الحدث (تظاهرات المعارضة)، ما زلنا نرى ان السيد هاشمي بعث برسالة (تعزية) الى أبرز قادة الفتنة، موسوي (بوفاة والده)، يشير فيها إليه بوصفه خادماً للأمة. لذلك فإن أفكار السيد هاشمي غير واضحة». أتى ذلك فيما أفاد موقع «تابناك» المحافظ بأن ممثلين لخامنئي زاروا عائلة موسوي، معزّين بوفاة والده مير اسماعيل موسوي الشهر الماضي. الى ذلك، شرح رفسنجاني ماذا حصل بعدما بعث برسالة الى خامنئي، قبل أيام من انتخابات الرئاسة عام 2009. ونقل موقع «أفتاب» عن رفسنجاني قوله ان المرشد أبلغه انه كان من الأفضل لو اعلن عن الرسالة، بعد الاقتراع، فردّ الرئيس السابق انه لم يتلقَ جواباً على الرسالة. وقال خامنئي لرفسنجاني ان الرئيس محمود أحمدي نجاد لم يتهمه بأي شيء، خلال مناظرته التلفزيونية مع موسوي قبل الانتخابات، فردّ رفسنجاني مؤكداً انه كان هدف كلّ ما قاله نجاد الذي كان تحدّث عن الفساد. تزامن ذلك مع تقرير أورده موقع «أفتاب»، افاد بأن موظفين في بلدية طهران هاجموا مبنى مركز البحوث الاستراتيجية التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه رفسنجاني، ودمّروا بعض الجدران والسياجات فيه، اضافة الى غرفة الأمن، وأهانوا العاملين فيه. ويرأس مجلس البحوث حسن روحاني الذي شغل سابقاً منصب أبرز المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، وهو مقرّب من رفسنجاني. في غضون ذلك، جدد الرئيس السابق محمد خاتمي انتقاده احتجاز موسوي وكروبي ومتظاهرين، مندداً بفشل الحكومة في تسوية «الوضع الاستثنائي» الذي تمرّ به البلاد خلال السنتين الماضيتين. واشار الى «زيادة الضغوط على المعتقلين وعائلاتهم»، وحضّ الحكومة على إطلاق كلّ السجناء السياسيين وإزالة القيود على تنظيمات ووسائل إعلام. كما دعا الى انتخابات «حرة» يشارك فيها كلّ المرشحين والناخبين. تزامن ذلك مع إعلان وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار ان الانتخابات الاشتراعية ستُنظم في الثاني من آذار (مارس) 2012. أتى ذلك بعد تأكيد اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، أن لا نية لديه للترشح للانتخابات الاشتراعية. لكن لدى سؤاله هل سيترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 2013، قال للصحافيين: «إطرحوا عليّ هذا السؤال قبل ستة شهور من الانتخابات».