شنّ مشاركون في لقاء «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي» هجوماً مباشراً على ما وصفوه «أسلوباً أمنياً» في مواجهة توسع هذه المواقع وانتشارها، وخصوصاً «تويتر». فيما عارض آخرون هذا الطرح، مشددين على ضرورة «المحاصرة للمغردين»، حتى لو كان ذلك باعتماد رقم السجل المدني في الدخول إلى «تويتر»، ويأتي ذلك وسط غياب مجموعة كبيرة من المغردين ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي. فيما هيمن الأكاديميون وكتاب الأعمدة الصحافية على الحضور، ما أثار تساؤلات حول آلية اختيار الضيوف المعنيين بالموضوع في لقاءات مركز الحوار الوطني. وتصدر قائمة من طاولتهم «موجة النقد» الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فيصل بن معمر، بسبب «الثناء» الذي وجهه لخطبة الجمعة الأخيرة لإمام المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس، إذ لم يرق هذا الثناء لبعض المشاركين والمشاركات. وقال الإعلامي فهد السنيدي: «إن ما يصدر من بعض المنابر الدينية والسياسية حول ما يدور في عالم شبكات التواصل ويكون حاداً أمر مرفوض، والأولى النظر إلى ما تقدمه هذه الشبكات» التي اعتبرها «مرآة توضح ما يدور في المجتمع، وليست خارجة عنه». فيما لفتت المدونة أماني العوامي إلى أن «دور السلطة ليس الحد من الحرية، ولكن سنّ قوانين تحمي المجتمع من التجاوزات»، منوهة إلى أن «طرح مبادرات للحوار ليست مجدية، من دون الاتجاه القانوني». وواصل الأكاديمي والكاتب مهنا الحبيل الحديث في الاتجاه ذاته، معتبراً أن «أي خطوة لحجب «تويتر» أو أي شبكة من الشبكات الاجتماعية سترتد في شكل سلبي وعكسي على المجتمع». وأوضح الحبيل أن «النقد لا يجب أن يكون هالة لتبرير تجاوزات الجهاز التنفيذي». ورفض أن يتم إطلاق «أوصاف سيئة على شبكات التواصل من أي جهة كانت». وعاضد هذا الرأي الإعلامي فهد السعوي الذي طالب بأن يكون «الحراك في الهواء الطلق بدلاً من الأقبية»، وهو ما أكد عليه المحامي فيصل المشوح الذي قال: «إن الحرية لم تكن يوماً مشكلة حتى يتم الحذر منها». بدوره، قال المحامي بدر الجعفري «إن المخرج من حال الاحتقان الموجودة في شبكات التواصل تجاه ملفات عدة ومنها الفساد، وغيره من المواضيع، هو إيجاد منصة منتخبة ذات صلاحية تضم شرائح المجتمع كافة». وفي المقابل، وقف الإعلامي محمد البكر في الضفة الأخرى من هذا الطرح، مطالباً في مداخلته بضرورة أن يتم «حصر المشاركين عبر دخولهم من خلال أرقام سجلاتهم المدنية»، معتبراً هذا الإجراء «وسيلة للحد من الكثير من التجاوزات التي تقع الآن». ونوّه إلى فكرة لدى بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي «تؤدي إلى استقطاب المتابعين والمعجبين، وهي أن النشط المميز هو الذي يزايد على نقد سلطات الدولة، متجاوزاً بذلك الحدود المنطقية كافة». فيما أشار ابن معمر خلال كلمة افتتح بها الجلسة إلى أن تطور التقنية أسهم في «صعوبة السيطرة عليها». فيما لفت نائب اللجنة الرئاسية لمركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» راشد الشريف إلى أهمية الحوار «كمطلب في الحياة وكقيمة إسلامية دلت عليها شريعتنا». وتستمر فعاليات الملتقى إلى اليوم (الأربعاء) عبر مناقشة أربعة محاور هي الحراك الثقافي في شبكات التواصل الاجتماعي، ولغة خطاب التواصل الاجتماعي، وماذا يريد المجتمع السعودي من هذا الخطاب؟ وأخيراً، المستقبل المأمول لخطاب التواصل الاجتماعي.