يواجه اليوم الثلثاء، 70 ناشطاً وناشطة في شبكات التواصل الاجتماعي، مثقفين ومسؤولين، ضمن فعاليات لقاء «الخطاب الثقافي»، الذي سيعقده مركز «الملك عبد العزيز للحوار الوطني» في الدمام، تحت عنوان «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي»، على مدار يومين، في 4 جلسات، وذلك وسط أجواء من «التصعيد المستمر» تجاه رواد تلك الشبكات. ويتناول اللقاء 4 محاور رئيسة هي: «الحراك الثقافي في شبكات التواصل الاجتماعي، ولغة خطاب التواصل الاجتماعي، وماذا يريد المجتمع السعودي من هذا الخطاب؟، وأخيراً؛ المستقبل المأمول لخطاب التواصل الاجتماعي». وأعلن «الحوار الوطني»، أنه يسعى من خلال هذا اللقاء، وهو الخامس الذي يعقده المركز، إلى الوصول إلى «رؤية واضحة حول الحراك الثقافي السعودي في وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الأطروحات الجديدة والمتميزة التي يحملها المشاركون والمشاركات في هذا اللقاء الفكري، الذي يضم نخبة متميزة من الجنسين». وتأتي هذه الدعوة للحوار، بعد أيام من خطبة الجمعة لإمام الحرم المكي الشيخ عبد الرحمن السديس، والتي طالب فيها مغردي «توتير» على وجه الخصوص، بضرورة «تقوى الله»، معتبراً بعض التغريدات «نعيباً ونعيقاً، وهشطقة وهرطقة، تعج بها الوسائل التواصلية»، واصفاً إياها بأنها «توقظ الفتن والإرجاف، وإذكاء للشرور والإسفاف». واستثارت هذه الخطبة حملة شنها المغردون؛ دفاعاً عن شبكات التواصل التي اعتبروها «منبراً لحرية الرأي والتعبير»، التي ينشدونها. ولم تكن خطبة الشيخ السديس، آخر هجمة تلقاها رواد شبكة «تويتر»، إذ يواصل عدد كبير من كتاب الأعمدة الصحافية، شن حملة ضد المغردين بسبب «ارتفاع سقف النقد لديهم»، وهو التوجه الذي يحاولون السيطرة عليه. فيما انتقد المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، غير مرة، موقع «تويتر»، معتبراً إياه «مجلساً للمهرجين والتغريدات الكاذبة»، مشيراً إلى أن النصيحة فيه عبارة عن «فضيحة، وليست دعوة». ودعا مركز «الملك عبد العزيز للحوار الوطني»، مجموعة كبيرة من مغردي «تويتر»، ووجوهاً بارزة في برامج «يوتيوب»، إضافة إلى أسماء بارزة في عالم التدوين، والمجال التقني، لحضور فعاليات اللقاء، وسط حالة من «الامتعاض» تسود عالم الشبكات الاجتماعية، وذلك بعد تهديد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بحجب برامج وتطبيقات خاصة بالمحادثة والاتصال المرئي مثل: «واتساب»، و«فايبر»، و«سكايب»، و»لاين». إضافة إلى تطبيقات أخرى، وذلك في حال تعذر مراقبتها. ويشكل السعوديون نسبة كبيرة من مرتادي تلك المواقع، وفق غالبية الدراسات التي صدرت حديثاً، إذ تشير دراسة أجرتها شركة «GlobalWebIndex» إلى أن السعودية «الأولى لناحية استخدام موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مقارنة بعدد المتصلين بالإنترنت بين دول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال الربع الأخير من العام الماضي 2012». وأوضحت الدراسة أن «51 في المئة من المتصلين بالإنترنت في السعودية يستخدمون «تويتر».