قال المتحدث الرسمي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 28» العقيد سعود الرومي إن إدارة المهرجان عمدت إلى شراء بعض الأدوات الحرفية من الحرفيين وعرضها بقاعة الملك عبدالعزيز بالجنادرية في مقابل مبالغ مالية تراوح بين 20 و40 ألف ريال، مؤكداً أن إدارة المهرجان طلبت 300 حرفة لحرفيين من جميع مناطق المملكة بحسب السوق الشعبية، وتركزت على حرف النجارة والبناء والنحت على الحجر وتحنيط الحيوانات، فيما أسهمت كل إمارة بما لديها من حرف إضافية. وأوضح الرومي في حديث إلى «الحياة» أن المهرجان حريص على التركيز على الحرفيين القدامى في دعوتهم إلى أرض المهرجان بمساندة أبنائهم الذي اكتسبوا الحرفة منهم لعرضها أمام الجمهور، مشيراً إلى أن المهرجان استقبل في أولى أيامه المخصصة للعائلات أمس (الإثنين) نحو 500 زائر، متوقعاً أن يتضاعف العدد خلال اليومين المقبلين. إلى ذلك، توافدت عشرات العائلات ابتداء من الساعة الرابعة مساء أمس على مداخل مهرجان الجنادرية ال28، وذلك مع أول الأيام المخصصة لدخول العائلات، والتي تستمر حتى ال20 نيسان (أبريل) الجاري. وتوزع الزوار في أرجاء القرية التراثية وتجولوا في أجنحتها المختلفة، سواء التابعة للقطاع الحكومي والخاص، أم أجنحة المناطق التي تقدّم فيها ألوان متنوعة من المورث الشعبي. وأوضح العقيد خالد المقبل، أن المهرجان يفتح أبوابه لزواره من العائلات اعتباراً من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة ال12 عشر مساء طوال أيام المهرجان المتبقية، مشدّداً على ضرورة التزام الزوار بالتعليمات الخاصة بالدخول، ومشيراً إلى أن اللجان العاملة وجميع العاملين في المهرجان سيقدمون كل ما من شأنه تسهيل دخول الزوار للمهرجان ومتابعة أنشطته وفعالياته. وأضاف في تصريحات صحافية أمس أن «المهرجان الوطني للتراث أتاح جميع الخدمات اللازمة لزواره، من مواقف سيارات ودورات مياه وغيرها من الخدمات الإرشادية التي تساعدهم في دخول القرية والتعرف على أنشطة المهرجان كافة». وحظيت العروض الشعبية القديمة التي حرصت أجنحة المناطق على توفيرها على اهتمام الكثير من الزوار، إذ توافد عدد منهم على عربة «القاري» ليجوبوا أركان جناح المنطقة الشرقية والسوق الشعبي، كونها تعدّ وسيلة النقل الوحيدة لأهالي المنطقة في الماضي وبخاصة المزارعين منهم. و«القاري» عبارة عن عربة تجرّها الحمير، بقيادة رجل امتهن هذه المهنة منذ قديم الزمان في المنطقة وعُرف بها، وكانت تستخدم لنقل الأفراد، وكذلك في نقل المواد كالماء وأدوات البناء وغيرها. فيما جذبت رائحة الخبز الصادرة من الأفران الشعبية بجناح المدينةالمنورة زوار المهرجان، حيث تنتشر روائح المعجنات بمختلف أنواعها وأشكالها في باب المصري بالسوق الشعبي. وتشتهر المدينةالمنورة عن غيرها من المناطق بتقديم وإعداد العديد من المعجنات من خلال أفران الحطب التي تمنح هذه المعجنات نكهة خاصة. وأوضح صاحب المخبز غازي محمد صلاح، أنه ورث هذه المهنة من أبيه وجده منذ أكثر من 40 عاماً، ويحرص على المشاركة في مهرجان الجنادرية منذ 25 عاماً مضت. وذكر أن الخبز القديم لا يعتمد على الماكينات الآلية، وإنما على العمل اليدوي، إذ يتم خبز 17 نوعاً من المعجنات المختلفة التي اشتهر بها أهالي المدينةالمنورة، ومنها الشريك الحجري وفتوت العيد وخبز البر وفتوت التعتيمة والشريك العادي والباتية وشريك الحمص، مرجعاً إقبال الناس على خبز المدينة إلى كونه ينضج على الحطب، ويعد صحياً وطبيعياً، ويتكون من الحمص واليانسون والحبة السوداء. ولفت زوار الجنادرية ركن «بيت الخير» الموجود ضمن جناح المنطقة الشرقية، إذ يبرز للزائر في قسمه النسائي قصة مراسم إقامة الزواج في الماضي، بما في ذلك تجهيز غرفة العروس والعادات والتقاليد المصاحبة لذلك.