أجمع رؤساء وفود مناطق مشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 27» بتميز بيت الخير لهذا العام والتنوع الذي ظهر به ما جعله يحوز على أغلبية الزوار، مؤكدين أنه ظهر بصورة متناغمة وبشكل منظم واحتوى على العديد من الحرف والموروثات التاريخية والأثرية ونقل الصورة المشرفة عن المنطقة الشرقية في الماضي والحاضر. جاء ذلك خلال زيارة قام بها رؤساء وفود مناطق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوتبوك ومدير عام المهرجان سعود الرومي ورئيس لجنة التراث طلال المرشد لبيت الخير، اطلعوا خلالها على أجنحته وبيئاته المتنوعة والآثار التي يحتويها وهي تمثل جميع محافظات المنطقة الشرقية. وقال المشرف على بيت منطقة مكةالمكرمة عبد الرحمن مؤمنة : إن بيت الخير قدم تاريخاً وحضارة في قالب متميز لزوار الجنادرية ونقلهم إلى تراث المنطقة بشكل مقارب للواقع الذي كانت عليه حياة الآباء والأجداد، إضافة إلى أن فيه زخما كبيرا من المشاركة من الجهات الحكومية ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية ما يدل على التفاعل الكبير للجهات الحكومية لإظهار البيت بصورة تربط بين الحاضر والماضي والتطور الكبير الذي شهدته المنطقة. وأشار إلى أن البيت ظهر بصورة منظمة سواء من خلال عرض الحرف اليدوية القديمة في سوق القيصرية وممارستها أمام الزوار وإحياء الحياة الاجتماعية والقهوة الشعبية التي تمارس دورها بنفس الآلية التي كانت في الماضي ما أعطى البيت روحا تراثية ميزته عن غيره. وقدم طلال المرشد رئيس لجنة التراث تهنئته للجميع بنجاح مهرجان الجنادرية لهذا العام والمستوى الذي ظهر به، وقال: تمثل المنطقة الشرقية جزءاً كبيراً من هذا النجاح من خلال مشاركتها الأكبر سواء في السوق الشعبي أو بيت وقال المشرف على بيت منطقة مكةالمكرمة عبد الرحمن مؤمنة: إن بيت الخير قدم تاريخاً وحضارة في قالب متميز لزوار الجنادرية ونقلهم إلى تراث المنطقة بشكل مقارب للواقع الذي كانت عليه حياة الآباء والأجداد. الخير بما يزيد على 68 حرفة ومهنة متنوعة ومختلفة، إضافة إلى ما يقوم به الحرفيون من ممارسة وورش عمل وإنتاج وأعمال من كل محافظات المنطقة. وبين المرشد أن الحرفيين المشاركين من الشرقية تميزوا عن البقية من خلال تقديم حرف خاصة بهم وبالموروث البحري وقصص الغوص، علاوة على بيت الخير الذي حوى العديد من المناشط والفعاليات التي جذبت الزوار على مدار أيام المهرجان، مشيداً بمشاركة الوفد النسائي والتنوع الثقافي الذي قدمه وتعريف الزوار بالحياة الاجتماعية لأهالي الشرقية ما يعد ميزة تنافسية للبيت عن غيره، فضلاً عن أنه يشهد تطورا ملحوظا عاما بعد عام. من جهته، وصف عبد الله الشهود رئيس لجنة الفنون الشعبية أن مشاركة الشرقية في الفنون الشعبية جاءت من خلال فرقتي «الطرف» و «دارين» اللتين قدمتا فقرات تراثية وفنونا مميزة بدقة عالية واحترافية حازت على إعجاب الزوار. وقال الشهود : إن انطباعات الزوار التي سجلت أظهرت ان بيت الخير أكثر المناطق إقبالاً من الزوار، لأنه لم يغفل جميع الجوانب التي يتطلع لها الزائر. وأوضح رئيس وفد المدينةالمنورة علي العمري أن المنطقة الشرقية وبحكم موقعها التاريخي والجغرافي والاقتصادي منطقة غنية بالتاريخ والآثار والتراث الذي يعبر عن أصالتها ما جعلها تتميز بمشاركتها في الجنادرية. وأضاف أن القائمين على بيت الخير والوفد المشارك يعد أهم أسباب النجاح نتيجة ما لمسناه من حرص على تعريف الزوار بأدق التفاصيل، فضلاً عن حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن البيت جسد كل ما يمكن أن يفكر فيه الزائر عن المنطقة بشكل واضح وملموس وظهر في شكل مميز بكل تفاصيله والنشاطات التي تقام فيه، وزاد «إن كل ما في البيت جميل، تراثاً وأفكارا وتجديدا ومشاركين». وأكد رئيس وفد تبوك نواف العنزي أن بيت الخير إضافة نوعية ومميزة للجنادرية لما احتواه من تنوع وأفكار وتراث وتاريخ يعبر عن أصالة وتراث المنطقة الشرقية. ولفت إلى أن البيت حقق نجاحاً مميزاً واستطاع أن يستقطب زوار الجنادرية الذين شاهدناهم يستمتعون بقضاء أوقاتهم في البيت متنقلين بين أجزائه وأجنحته المليئة بالتراث الذي يقف جنباً إلى جنب مع التطور الكبير الذي تعيشه الشرقية. وفي ختام الزيارة قدم رئيس وفد المنطقة الشرقية يوسف الخميس هدايا تراثية وتذكارية للوفود المشاركة، معبراً عن شكره وتقديره على ما أبدوه من مشاعر طيبة تجاه بيت الخير.
«الخبز الأحمر» مزيج من الطبيعة يأسر زوار جناح الشرقية البر وحبة البركة والتمر والحلوى الحساوية والهيل والزعفران «مكونات طبيعية» تدخل كمواد أساسية في صناعة «الخبز الأحمر» الذي اشتهرت به محافظة الأحساء، هذا المنتج الذي أسر الكثيرين من زوار بيت الخير بالجنادرية، إذ تزاحم المئات لتذوق الخبز الذي يعتبر وجبة غذائية متكاملة حسب قول الخباز عبدالرحمن الربيع، الذي ابهر الزوار بمذاق "الخبز الأحمر" وأجبر الكثيرين على أخذ كميات كبيرة لمنازلهم. وعن المهنة ومشاركته ببيت الخير، يقول الخباز عبدالرحمن إنه يعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة وتوارث العمل فيها أباً عن جد، حيث اكتسب مهارة اعداد هذا النوع من الخبز من والده، وأشار إلى أن بداية تحضيره تبدأ بغسل التمر وتنقيعه في الماء لمدة ساعة بعد تنظيفه من النواة ثم يعجن ويضاف إليه طحين البر بكميات ومقادير موزونة ومحددة ثم يخلط لمدة ساعة متواصلة ثم يخبز ويوضع في التنور على حطب من جذوع النخل. وبين أن تاريخ هذا الخبز يعود الى 70 سنة تقريباً ويتم تناوله منفرداً مع الشاي أو "الايدامات"، وأكد أنه منذ انطلاقة المهرجان بدأ الإقبال عليه بشكل كبير حيث أنتج في اليوم الأول ألفي رغيف. وأثار الخبز الأحمر شهية العديد من الزوار، حيث يقول فؤاد الماجدي الذي توقف لوقت طويل ليتابع طريقة إعداد هذا المأكول الخبز: هذه هي المرة الأولى التي اتذوق فيها هذا النوع من الخبز وبصراحة هو مميز ونتمنى أن نجده بعد انتهاء فعاليات مهرجان الجنادرية.