تستقطب رائحة الخبز المنبعثة من الأفران الشعبية في جناح المدينةالمنورة، زوار مهرجان الجنادرية 28، حيث تنتشر روائح المعجنات بمختلف أنواعها وأشكالها في باب المصري بالسوق الشعبي. وتشتهر منطقة المدينةالمنورة عن غيرها من المناطق في التفنن في تقديم وإعداد العديد من المعجنات من خلال أفران الحطب، التي تمنح هذه المعجنات نكهة خاصة تميزها عن غيرها. ووقفت الحشود من الرجال والأطفال أمام إحدى المخابز وهي تنتظر دورها لتناول الخبز والمعجنات التي لاقت استحسان الجميع، وحرصوا على اقتناء المزيد من أنواعها. والتقت "واس" بصاحب المخبز المعلم غازي محمد صلاح، الذي أفاد أنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد منذ أكثر من 40 سنه، ويحرص على المشاركة في مهرجان الجنادرية منذ 25 سنة مضت. وأشار غازي إلى أن الخبز القديم لا يعتمد على المكائن الآلية أبدًا، بل يعتمد على العمل اليدوي، حيث يتم خبز 17 نوعا من المعجنات المختلفة التي أشتهر بها أهالي المدينة، ومنها : الشريك الحجري، وفتوت العيد، وخبز البر، وفتوت التعتيمة، والشريك العادي، والخبز الأبيض، والشوابير، والباتية، وشريك الحمص، وشريك الصحيرة. وكشف المعلم غازي عن أن السبب في الطعم الرائع لخبز المدينة، يأتي من كونه ينضج على الحطب، حيث أنه صحي وطبيعي، ويوضع عليه من حمص، وشمر، ويا نسون، والحبة السوداء "البركة". و"الشريك" عبارة عن خليط من العجين والماء والحليب وقليل من الحمّص، يرش عليه السمسم، ثم يطرح في الفرن على شكل دوائر حتى ينضج ويصبح جاهزا للأكل . ويعد "الشريك" و"فتوت التعتيمة" أكثر المأكولات التي كانت تقدّم صباح الزواج في المدينةالمنورة في الماضي، مع النواشف عامة كالجبن، والزيتون، والحلاوة وغيرها، لذلك سمي بفتوت تعتيمة.