جدد الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام التأكيد على أن مهمة الحكومة التي يسعى الى تشكيلها هي إجراء الانتخابات النيابية، متمنياً أن تكون من غير المرشحين في هذه الانتخابات، ومذكراً بأنه أعلن عدم خوضها لهذا الغرض. وبدأ سلام أمس استشاراته باللقاءات البروتوكولية مع رؤساء الحكومات السابقين على أن يبدأ بعد ظهر اليوم لقاءاته مع الكتل البرلمانية لمدة يومين من أجل استكشاف رأيها في شكل الحكومة ومهماتها، وذلك بعد جلسة يعقدها مجلس النواب من أجل إيجاد مخرج قانوني في شأن تمديد مهل الترشح للانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ حالياً أي قانون اتفاق الدوحة لئلا يؤدي ترشح البعض على أساسه ورفض البعض الآخر اعتماده الى نجاح بعض المرشحين بالتزكية عند انتهاء تاريخ التقدم بالطلبات فيتسبب ذلك بإشكال قانوني. وفيما لجأت هيئة مكتب البرلمان بعد اجتماعها برئاسة رئيسه نبيه بري إلى قانونين لحسم الخلاف حول اعتماد صيغة تمديد المهل كما تقترح قوى في 14 آذار، أو تعليق المهل كما يطالب العماد ميشال عون وآخرون، فإن سلام شدد على «أننا في حاجة الى حكومة من دون تأخير ليبقى موضوع إنجاز الاستحقاق الانتخابي هو الهاجس الأكبر ولنحتضن هموم البلد على المستويات كافة». وأوضح أنه لمس مناخاً إيجابياً من مواقف الدول الحريصة على لبنان، لكنه أكد أن «الضمانة هي في مدى حسن تصرفنا». وتلقى سلام تهنئة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وشددت كل من فرنسا وروسيا على استقرار لبنان متمنية نجاح الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة في سرعة وإجراء الانتخابات النيابية. وخصت فرنسا الرئيس سليمان باعتباره ضامن المؤسسات الدستورية. وتسلم سلام من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أمس رسالتي التهنئة اللتين بعث بهما إليه كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وقال عسيري رداً على سؤال أن سلام مرحب به في المملكة ساعة يريد. ونفى عسيري الإشاعات عن أن السفارة في بيروت حجبت تأشيرات دخول الى المملكة عن بعض اللبنانيين. وأضاف عسيري رداً على سؤال: «المملكة لم تتدخل لا في التكليف ولا في تشكيل الحكومة وهذا يجب أن يكون عمل أشقائنا اللبنانيين والقوى السياسية هي المعنية بذلك وليس أي دولة، لا المملكة ولا غيرها». وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة عبر عن أمل السعودية بأن يسهم تكليف سلام في استقرار لبنان وازدهاره. وتمنى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعد لقائه سلام أن تستمر جميع الأطراف بالعمل معه بإيجابية لضمان تأليف حكومة جديدة في أسرع وقت لضمان الاستقرار ولتسهيل إجراء الانتخابات النيابية في إطار المتطلبات الدستورية. وأوضح أن الأممالمتحدة تقوم بالمساعدة على تحضير الانتخابات. وإذ كرر سلام إنه يعوّل على الإجماع الذي ظهر عند تكليفه وتمنى أن ينطبق ذلك على عملية التأليف، معترفاً بأن المرحلة صعبة، فإنه تلقى دعماً وتسهيلاً لمهمته من كل من الرؤساء السابقين للحكومة نجيب ميقاتي، ميشال عون، عمر كرامي، سليم الحص، رشيد الصلح وفؤاد السنيورة. وكل هؤلاء وافقوه على أولوية إجراء الانتخابات في تصريحاتهم فيما امتنع عون عن الادلاء بأي تصريح، فيما نقلت مصادر مطلعة عن الذين التقوا سلام قوله إن لقاءه مع عون كان إيجابياً. وعلم أن السنيورة أشار في حديثه مع سلام على أهمية قيام حكومة من الحياديين من أجل أن تشرف على الانتخابات النيابية في أسرع فرصة، مشدداً على أن فريقه يرى في قيام حكومة سياسية أو وحدة وطنية غطاء لتأجيل مديد للانتخابات وهذا يُدخل البلد في أزمة طويلة، وأن سلام يعتمد هذا التوجه أيضاً. كما اتصل سلام برئيس الحكومة السابق سعد الحريري للتداول معه بالمستجدات وتشكيل الحكومة. وترددت معلومات أن عون كرر أمام سلام تمنيه عدم التعامل مع فريقه بكيدية لجهة إبعاد وزرائه عن حقيبتي الطاقة والاتصالات، كما يطالب البعض، وأن سلام جدد له تأكيد ما قاله في تصريحاته عن بعده عن الكيدية، لكنه شرح له أهمية وجود حكومة من غير المرشحين للإسراع في إجراء الانتخابات النيابية.