أورد موقع «سايت» الإلكتروني الذي يتابع مواقع الجماعات الإسلامية على الانترنت ومقره الولاياتالمتحدة أمس، أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أعلن أن البيانات التي أصدرتها فرنسا حول مقتل زعيم التنظيم في الصحراء على أيدي قواتها تنطوي على «مغالطة صارخة». ولم يذكر التنظيم اسم الزعيم لكنه كان يشير في ما يبدو إلى عبدالحميد أبو زيد، الذي أكدت باريس يوم 23 آذار (مارس) الماضي وفاته «على وجه اليقين» في مالي خلال شباط (فبراير). ونفت الجماعة المتشددة، التي هاجمت وحدة للغاز في الجزائر في كانون الثاني (يناير) الماضي، الوفاة في بيان نشر أول من أمس على موقع «سايت». وهدد البيان فرنسا «بأيام سود» في شمال أفريقيا وغربها. وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده ستلتزم بخطط خفض وجودها العسكري في مالي قبل الإنتخابات المقررة في تموز (يوليو) المقبل، داعياً متمردي الطوارق إلى إلقاء أسلحتهم كي تجرى الإنتخابات في موعدها. وقال فابيوس لصحافيين بعد إجتماع مع رئيس مالي الموقت ديونكوندا تراوري، ان باريس ستمضي قدماً في خطتها بخفض وجودها العسكري بدءاً من أواخر نيسان (ابريل) الجاري على رغم هجمات المقاتلين الإسلاميين على المدن الشمالية. وقال فابيوس إن تقدماً كبيراً أُحرز على الصعيد الأمني، والجميع «يدعم خريطة الطريق التي تبنتها الجمعية الوطنية ما يعني أن الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها»، داعياً الإنفصاليين الذين انتزعوا السيطرة على المنطقة الشمالية الشرقية حول بلدة كيدال النائية بعد فرار الإسلاميين إلى القاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية. يذكر أن قوات فرنسية شنّت هجوماً برياً وجوياً في مالي يوم 11 كانون الثاني ضد قوات إسلامية إستولت على مواقع في المنطقة الجبلية شمال البلاد قائلة أنها كانت تمثّل تهديداً دولياً. وقالت باريس في بيان الشهر الماضي: «رئيس الجمهورية الفرنسية يؤكد على وجه اليقين وفاة عبدالحميد أبو زيد بعد هجوم شنه الجيش الفرنسي». واعتبر تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» إن البيان الفرنسي دافعه تراجع شعبية الحكومة في إستطلاعات للرأي، و»غرق» حزب الرئيس فرنسوا هولاند (الإشتراكي) «في فضائح مالية وأخلاقية»، وهدفه «تضليل الفرنسيين والرأي العام العالمي وتحقيق نصر ميداني مزعوم يعيد اليهم ثقتهم المفقودة محلياً وفي الخارج». ويكتنف الغموض مصير أبو زيد وقائد آخر ل»القاعدة» هو مختار بلمختار الذي يفترض أنه العقل المدبر لهجوم الجزائر الذي قتل فيه أكثر من 60 شخصاً، منذ أن أعلنت تشاد التي تقاتل مع فرنسا في مالي، موتهما في الشهر الماضي. وكان تلفزيون «النهار» الجزائري ذو العلاقة الوثيقة بالأجهزة الأمنية الجزائرية، أورد في أواخر آذار خبر تعيين جمال عكاشة الذي يُعرف ب»يحيى أبو الهمام» قائداً جديداً للتنظيم. غير أن بيان «القاعدة» الذي رصده موقع «سايت» أوضح أن «أبو الهمام» عيّن قبل ثمانية شهور بدلاً من قائد آخر هو نبيل أبو القامة، الذي أكد التنظيم وفاته في حادث سير العام الماضي.