مثّل تباطؤ نمو الوظائف في الولاياتالمتحدة تغيراً كبيراً في اتجاه سوق العمل، التي بدا أنها تتعافى بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة. وأتى أيضاً بعدما زادت واشنطن الضرائب في كانون الثاني (يناير) وبعد بدء تطبيق تخفيضات في شتى قطاعات الموازنة الفيديرالية في آذار (مارس). وأرخت الأرقام بثقلها على أسواق المال والسلع، ما فرض على الدولار والأسهم الأميركية والنفط إنهاء الأسبوع على خسائر. وزاد التوظيف في الولاياتالمتحدة، في أبطأ وتيرة له في تسعة شهور، في آذار، ما يؤشر إلى أن إجراءات التقشف التي تتخذها واشنطن قد تُفقد الاقتصاد بعض قوته الدافعة. وأظهر تقرير لوزارة العمل، أن الاقتصاد الأميركي أضاف 88 ألف وظيفة الشهر الماضي، وأن نسبة البطالة انخفضت بمقدار عُشر نقطة مئوية إلى 7.6 في المئة، وهو ما يرجع في شكل رئيس إلى توقف أميركيين عن العمل. وكان محللون توقعوا في استطلاع أجرته وكالة «رويترز»، أن تزيد الوظائف 200 ألف وظيفة. وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الدولي مزيج «برنت» بنسبة اثنين في المئة ليل أول من أمس، منهية الأسبوع على أكبر خسارة لجهة النسبة المئوية منذ أيلول (سبتمبر) بعدما أذكى تقرير ضعيف للوظائف في الولاياتالمتحدة القلق على اقتصاد أكبر مستهلك للخام في العالم. وأنهت عقود خام القياس الدولي جلسة التداول منخفضة 2.22 دولار أو 2.09 في المئة، لتسجل عند التسوية 104.12 دولار للبرميل بعدما سجلت في وقت سابق من الجلسة مستوى اكثر انخفاضاً بلغ 103.62 دولار. وأنهت عقود «برنت» لأقرب استحقاق الأسبوع على خسائر مقدارها 5.90 دولار أو 5.4 في المئة. وتراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي منهية الأسبوع على أكبر خسارة لجهة النسبة المئوية منذ أيلول أيضاً، متأثرة سلباً بتقرير الوظائف الأميركية. وأنهت عقود الخام الأميركي الخفيف الجلسة منخفضة 56 سنتاً أو 0.6 في المئة لتسجل عند التسوية 92.70 دولار للبرميل بعدما سجلت أثناء الجلسة مستوى اكثر انخفاضاً بلغ 91.91 دولار. وأنهى الخام الأميركي الأسبوع منخفضاً 4.53 دولار أو 4.6 في المئة. أسواق المال وبتأثير من بيانات الوظائف، أغلقت الأسهم الأميركية منخفضة. وأنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول منخفضاً 40.86 نقطة أو 0.28 في المئة إلى 14565.25 نقطة، بينما تراجع مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الأوسع نطاقاً 6.70 نقطة أو 0.43 في المئة ليغلق على 1553.28 نقطة. واغلق مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا منخفضاً 21.12 نقطة أو 0.66 في المئة إلى 3203.86 نقطة. وأنهت المؤشرات الثلاثة الأسبوع على خسائر مع هبوط «داو جونز» 0.1 في المئة و«ستاندرد اند بورز» 1.0 في المئة و«ناسداك» 1.9 في المئة. وهبطت الأسهم الأوروبية مسجلة أكبر خسائر في يوم منذ بداية العام. وأنهى «يوروفرست 300» القياسي لأسهم الشركات الأوروبية الجلسة منخفضاً 1.52 في المئة إلى 1162.76 نقطة. وجاءت أسهم شركات السفر والسياحة والترفية في مقدم الأسهم الخاسرة مع هبوط مؤشرها 3.5 في المئة وسط قلق من الآثار المحتملة لتفشٍّ جديد لمرض إنفلونزا الطيور في آسيا. وفي بورصات أوروبا أغلق مؤشر «فايننشال تايمز» البريطاني منخفضا 1.49 في المئة في حين سجل مؤشر «داكس» الألماني خسارة بلغت 2.03 في المئة وهبط مؤشر «كاك» الفرنسي 1.68 في المئة. وتراجع الدولار أمام معظم العملات الرئيسة مسجلاً أدنى مستوى في أسبوعين في مقابل اليورو بعد صدور بيانات الوظائف في الولاياتالمتحدة. لكن استمرار الاتجاه النزولي للين دفع الدولار إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف عام أمام العملة اليابانية. وواصل المستثمرون بيع الين في أعقاب إعلان «بنك اليابان» (المركزي) الخميس إجراءات جريئة للإنعاش النقدي رغب من خلالها في خفض سعر العملة اليابانية تشجيعاً لقطاع التصدير الأساسي في اقتصاد البلاد. وأنهت العملة اليابانية الأسبوع منخفضة 3.5 في المئة أمام الدولار، وهو أسوأ أداء أسبوعي منذ كانون الأول (ديسمبر) 2009. وأمام اليورو، أنهى الين الأسبوع على خسائر بلغت نحو خمسة في المئة، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وقفز اليورو أثناء الجلسة إلى 1.3039 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 25 آذار، قبل أن يتراجع إلى 1.2989 دولار في نهاية التعاملات في سوق نيويورك، لكنه بقي مرتفعاً 0.5 في المئة عن مستواه في الإغلاق السابق. وأنهت العملة الأوروبية الأسبوع مرتفعة 1.5 في المئة أمام الدولار في أفضل أداء أسبوعي منذ منتصف كانون الثاني. وأمام العملة اليابانية، قفز الدولار 1.40 في المئة أثناء الجلسة إلى 97.77 ين وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أعوام ونصف عام، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 97.52 ين في نهاية التعاملات في سوق نيويورك. والعملة الأميركية مرتفعة بنسبة 12.6 في المئة أمام الين عن مستواها في بداية العام. وصعد اليورو أثناء الجلسة نحو اثنين في المئة أمام العملة اليابانية إلى 127.25 ين، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل شباط (فبراير)، قبل ان يتراجع إلى 126.76 ين في نهاية التعاملات في أميركا. وقفزت أسعار الذهب، الملاذ الآمن للاستثمارات المالية في أوقات القلق، أكثر من واحد في المئة بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية. وبعدما سجل السعر الفوري للذهب أدنى مستوى في 10 شهور في وقت سابق هذا الأسبوع، قفز إلى 1571.91 دولار للأونصة قبل أن يتراجع قليلاً إلى 1566.41 دولار، مرتفعاً 0.9 في المئة عن الجلسة السابقة. وسجلت كندا الشهر الماضي أسوأ خسارة شهرية للوظائف في أكثر من أربع سنوات، في علامة أخرى على أن الاقتصاد يجد صعوبة في التغلب على آثار ضعف الأسواق الخارجية وقوة الدولار الكندي. وأعلنت إدارة الإحصاءات الكندية أن البلاد فقدت 54500 وظيفة في آذار، وهو ما يفوق عدد الوظائف التي فقدت في شباط والبالغ 50700 وظيفة. وكان متعاملون في الأسواق توقعوا زيادة متواضعة مقدارها 8500 وظيفة، وهي أكبر خسارة شهرية للوظائف في كندا منذ شباط 2009، عندما فقد الاقتصاد 69300 وظيفة. مكافحة الجوع الى ذلك، يتوقع ناشطون دوليون في مجال مكافحة الجوع أن تقترح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إصلاحات كبيرة من ضمن جهودها للمساعدات الغذائية، تتبرع بموجبها الولاياتالمتحدة بأموال بدلاً من إرسال أغذية تُزرع في الولاياتالمتحدة إلى المناطق التي تشهد اضطرابات. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على خططه أول من أمس، في حين أكد بعض الأشخاص الذين سمعوا هذه الخطط أن الإدارة ناقشت الإستراتيجية مع جماعات مصالح ونواب ووصفتها بأنها إحدى الوسائل لتوفير المال، مع حفاظ الولاياتالمتحدة على موقعها كأبرز دولة لجهة المساعدات الغذائية. وتؤيد جماعات كثيرة مناهضة للجوع الإستراتيجية الجديدة، بينما تعارضها جماعات أخرى من بينها المنتجون المحليون الذين يبيعون الأغذية لهذه البرنامج.