علمت «الحياة» أنه تم خفض رسوم العضوية لشهري جمادى الأول وجمادى الثاني من مبلغ 200 إلى 100 ريال، تشجيعاً للشباب للحصول على العضوية، وخطوة نحو بدء الجذب، وإعادة الترويج لأنشطة بيوت الشباب، وهي قيمة لا تذكر مقارنة بقيمة الاشتراكات في الأندية الرياضية، ويمكن أن تسهم في العودة نحو هذه الأماكن. وينطبق المثل الشهير «مصائب قوم عند قوم فوائد» على مطاعم ومقاهي عرفت «من أين تؤكل الكتف؟»، بعد توفيرها لقاعات وشاشات لمتابعة بطولات كرة القدم المحلية والعربية والأوروبية، من خلال اشتراكها في القنوات الفضائية الناقلة لها، هذه الخدمة التي لا توازي مجموع الخدمات التي تقدمها بيوت الشباب، نجحت في سحبهم نحوها، وأدخلوا في خزينتها أرباحاً كبيرة. وتعد مباراة الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد الأكثر جذباً بحسب قول حسام مصطفى (مدير أحد المقاهي)، الذي يقول: «يشهد المقهى ازدحاماً كبيراً لمشاهدة مباريات كرة القدم، وزبائننا من الشباب الباحثين عن الحماسة والإثارة، لذا تعمدنا وضع جهاز عرض يمنح مشاهدة سينمائية، وما نقدم من طلبات، سواء الأكل أم الشرب، لا تختلف عن المقاهي الأخرى، لكننا تميزنا بأننا عرفنا ماذا يريد الشباب فوفّرناه لهم، تحقيقاً لرغباتهم، ولأنهم الشريحة الكبرى من الزبائن، فكان ضرورياً توفير هذه الأجواء». ويوضح «أقل فاتورة يدفعها الشخص الواحد 30 ريالاً، واستفادتنا من المجموعات أكبر»، مضيفاً: «لاحظنا وجود قلة في الأماكن التي يسمح للشباب بالدخول فيها، ففي الأحساء حتى المجمعات التجارية للعائلات فقط، لذا يبحث الشاب عن مكان يجد نفسه فيه، فدخلنا في التنافس إلى جانب مطاعم ومقاهي أخرى». ويستطرد: «ثق كل الثقة أنها تجارة مربحة». ويحوي مقهى شرق الأحساء أكثر من 37 شاشة تلفزيون، موزعة في جلسات شعبية، استغرق الحصول على مكان شاغر مدة تعدت 15 دقيقة، وعلى رغم أنه مقهى شعبي ويفتقر للحداثة، إلا أن شاشات التلفزيون وجنون كرة القدم كانا كفيلين بأن يكون مقصداً للشباب بمختلف أعمارهم. دخلت على خط المنافسة لاجتذاب الشباب استراحة للإيجار نصف السنوي التي تصل قيمتها إلى خمسة آلاف ريال، توزع الكلفة على المجموعة المستأجرة، يقول عبدالعزيز فحيل المري: «استأجرنا وأصدقائي استراحة عزابية، كما يطلق عليها، ووفرنا فيها جميع ما نحتاجه من مطبخ متكامل وجلسة مريحة، وملعبين لكرة القدم والطائرة، ونقضي فيها معظم وقتنا». وفي رده على تساؤل: «لماذا لم يوفروا هذه المبالغ ويحصلوا على عضوية بيوت الشباب؟»، قال: «ماذا ستقدم بيوت الشباب لنا؟، نحن نعيش وفق حريتنا الشخصية من دون أن نتقيد بنظام محدد، نسهر، وننام، ونغادر، ونطبخ، كيفما نشاء، أما عن الكلفة هي لا تعني شيئاً أمام ما نقضيه من أوقات ممتعة»، مضيفاً: «كانت الأندية الريفية تقوم بعمل جبار سابقاً، أما الآن فأصبحت غير مجدية، وأصبح الشباب يصنعون عالمهم الخاص، بعد أن أغلقت في وجوههم جميع المرافق، واصطدموا بلائحة للعائلات فقط».