عاشت جدة ليلة أمس أجواءً مونديالية بديعة وهي تودع آخر أيام بطولة كأس العالم. وتجمع سعوديون وأبناء جاليات عربية وأجنبية لمتابعة حفل الختام والمباراة النهائية في المطاعم والمقاهي والمتنزهات على كورنيش البحر، وتنوعت وجوه الحضور بين رجال وسيدات أعمال ودبلوماسيين ونجوم كرة ومشاهير فن وأسر ومتحمسين، كباراً وصغاراً، تابعوا وشجعوا وحللوا بمنتهى الحماس مع كل هجمة، يطلقون الآهات لكرة ضائعة ويصفقون لهدف سجل. ومع استمرار الإثارة التي طالت بعيد منتصف الليل بزمن، ومع مسيرات فرح رسمها أنصار البطل حاملين أعلامه، شدد مالكو مقاه وعاملون فيها على أنهم عملوا بسعادة خلال شهر المونديال الذي شكل تغييراً كبيراً بالنسبة لعملهم حيث تواجد المتابعون بكثرة منفعلين ومساندين لمنتخباتهم ونجومهم، حتى إن دخل أحد المقاهي والمطاعم ارتفع بالأمس حتى وصل الحد الأدنى للفرد الواحد إلى 1300 ريال. وسادت أجواء التحدي أوساط المتابعين أمس، وأعقبها شعور بالتباهي لمن صدقت توقعاته. ولم تختلف صورة الأجواء أمس كثيراً عنها يوم افتتاح المونديال قبل نحو الشهر، حيث كانت التجمعات الكبيرة في المقاهي والأسواق هي العنوان الأبرز، وإن كان الاكتظاظ أمس أكبر من ذاك الذي شهده يوم الافتتاح ولعبت فيه جنوب أفريقيا ضد المكسيك، كما كانت استعدادات المقاهي هذه المرة مختلفة ومتميزة عن المرات الماضية لاستقبال هذا الحدث العالمي بعرض المباريات بواسطة جهاز البروجكتر على شاشات تلفزيونية ضخمة بمؤثرات صوتية عالية التقنية، فكان الإقبال منقطع النظير من الجنسين متسماً بحماسة عالية في أجواء من الإثارة، أضاف عليها الشباب رونقاً بارتدائهم قمصان منتخبي النهائي إسبانيا وهولندا. تقول إحدى الفتيات المتواجدات في مقهى بجدة إن "بطولة كأس العالم أضفت على حياتنا اليومية تغييراً من نوع خاص، وشعرنا بالتجديد من خلال التقاء الناس ببعضها في المقاهي". وقالت أخرى "لو بقيت في البيت وحدي لما شاهدت كرة القدم، لكنني أحببتها من خلال الأجواء التي أعيشها خارجه". وأبدت إحدى الفتيات شغفها بالكرة، ونجومها أمثال ميسي، وقالت إنها ساندت إسبانيا منذ البداية من أجل ميسي الأرجنتيني الذي يلعب لبرشلونة الإسباني.