استغلت مقاهي الإنترنت الرقيب المنزلي، لتبدأ صراع المنافسة على مدمنى الشبكة العنكبوتية، والألعاب الإلكترونية، تحت مصطلح المنافسة على الزبون حق. وفيما يبدو أنها ظاهرة، رفعت المقاهي شعار الإغراءات والعروض المجانية، أسوة بمحال المواد الغذائية، التي بالغت في حدود الإعلانات الدعائية والعروض الترويجية، إلى حد لافتة: «اشترِ واحدة وخذ الثانية مجانا»، لتبدأ المقاهي في ترويج: «اشترِ ساعة واجلس الثانية مجانا»، فيما ركزت عدة محال على مفهوم الضيافة: «اجلس ساعة والمشروبات علينا». ورغم أن الظاهرة باتت تروق للعديد من الشبان، ممن عرفوا بإدمانهم على متابعة مواقع الإنترنت، إلا أن خدمة الكنكت باتت تنافس هي الأخرى تلك المقاهي؛ الأمر الذي جعل بعض المحال يعلن: «ادفع المشروبات، والنت مجانا». عدي محمد أحد جلساء المقاهي، لأكثر من ثماني ساعات يوميا، يعترف بأن المنافسة نجحت في استقطاب الكثيرين، وأن الإغراءات سواء بالمشروبات أو بالساعات المجانية، جذبت الكثير من الشبان: «مقاهي الإنترنت باتت متنفسا للشبان؛ ما دعاها للبحث عن طريقة لمضاعفة الزبائن، فقدم بعضها عروضا متنوعة مثل عشر ساعات إنترنت بقيمة ساعتين بشرط الاشتراك الشهري، وبعضها الآخر فضل العمل على تقديم مشروب مجاني، أو خدمة غسيل السيارة بالكامل في حال الاشتراك لمدة ثلاثة أشهر. يرى عدي أن انفتاح المجتمع على الإنترنت، وتوافره بأسعار منافسة، وفي متناول الجميع جعل المقاهي في تحد مستمر لجذب الزبائن: «حالة الهلع من سحب البساط من تحت أقدام تلك المحال، جعلها تتبارى في طريقة الجذب، وأعرف مقهى يقدم بطاقات شحن جوال مجانا، لمن يجلس عددا معينا من الساعات، وللعملاء المتميزين، وبصراحة أقضي أكثر من ثماني ساعات أمام النت». أجواء مناسبة لكن مازن حجار يرى أن المقاهي توفر السبيل الوحيد لهروب الشباب من الرقابة المنزلية: « فيها أجواء مناسبة للمراهقين أو حتى للمتزوجين الذين يصعب بقاؤهم في المنازل لمتابعة النت، حيث يمكنهم المقهى من البحث في المواقع التي يريدونها والتحدث مع من يريدون بعيدا عن الرقيب المنزلي». ورغم أن حجار يدفع يوميا ما يصل إلى 15 ريالا، قيمة الإنترنت في المقهى، في حدود ثلاث ساعات، إلا أن: «ما أنفقه لا يوازي ما أتلقاه من خدمة، ومن وجهة نظري المبلغ زهيد مقابل ما أتحصل عليه من ضيافة، بالإضافة إلى الراحة التي تملأ المكان». وينظر يوسف شربي، 17 عاما، إلى الإقبال على المقاهي الإنترنتية بشكل مختلف: «الإقبال يعتمد على العطلات تحديدا، وعلى أيام محددة كيوم الجمعة، حيث يكتظ المقهى بالأجانب الذين يتواصلون مع أقربائهم خارج البلاد، ولا تزال الأسعار ليست في المتناول، إذ يجب تخفيضها بحيث تصبح الساعة الواحدة بريال واحد على أقصى تقدير، لتكون في متناول الجميع». ضعف الإقبال لكن ريان محمد يعتقد أن هناك تراجعا في الإقبال على المقاهي من أجل الإنترنت: «لولا ضعف الإقبال لما لجأت تلك المقاهي لهذا النوع من العروض، وأعتقد أن هناك فئة من الشباب تفضل دوما التنقل بالجهاز المحمول لحفظ الخصوصية، لذلك أصبح الإقبال أكثر على المقاهي التي تقدم المشروبات، التي توفر خدمة النت لاسلكيا، أكثر من التي تقدم خدمة الإنترنت كنشاط أساسي». اقتصار على المراهقين وبصيغة الاعتراف يؤكد حمادة السيد أحد العاملين في مقهى إنترنت أن: «رواد محلنا يقتصرون على المراهقين، ومن النادر أن يدخل المحل شاب في الثلاثين من العمر؛ لأن كل من يمتلك قدرة على شراء جهاز محمول يهجر مقاهي النت». ويكشف أن أساليب الجذب متعددة: «نحاول جاهدين التنافس مع المحال المجاورة بتقديم عروض لكسب الزبون، لكننا نفاجأ بأن دخل محالنا في انخفاض في ظل عدم توافر السيولة بشكل منتظم لدى المراهقين، فهم في نهاية المطاف طلاب مدارس يدخرون من مصروفهم اليومي، فتجدنا نقلص قيمة الساعات ونعطي ساعات مجانية إضافة إلى بعض المشروبات المجانية والمخفضة»، مبينا أن الدخل اليومي للمقهى يصل إلى 700 ريال. ويعتقد عبدالرقيب شوكت محاسب في أحد المحال المتخصصة في تقديم المشروبات أن توفير خدمة الإنترنت المجاني ضاعف من الدخل اليومي للمحل: « لدينا خدمة الإنترنت بالمجان، وما على الزبون سوى دفع قيمة ما يتناوله في المقهى من مشروبات؛ ما رفع سقف الدخل الشهري إلى 20 ألف ريال» .