أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أن التحالف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل «أبدي» وشدد على أن «السلام يجب أن يأتي إلى الأراضي المقدسة»، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن شكره للرئيس الأميركي لدفاعه عن حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها خلال استقبال الرئيس الأميركي في مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وقال أوباما بعيد وصوله ظهر أمس لمطار بن غوريون في أول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة إلى الدولة العبرية «يجب أن يأتي السلام إلى الأراضي المقدسة. لن نفقد الأمل برؤية إسرائيل في سلام مع جيرانها». وأضاف «تحالفنا أبدي. إنه للأبد». وشدد أوباما على أنه «من مصالح أمننا القومي الرئيسة الوقوف مع إسرائيل. فإن ذلك يجعل كل منا أقوى». وأشاد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بأوباما ووصفه بأنه «زعيم عالمي بارز» أظهر التزاماً شخصياً عميقاً لحماية إسرائيل. وأكد بيريز في خطاب الاستقبال أن «عالماً من دون صداقتكم سيدعو إلى عدوان ضد إسرائيل. في أوقات السلم وفي أوقات الحرب، دعمكم لإسرائيل ثابت». وبدا نتانياهو، الذي تربطه علاقة متوترة بأوباما، منفتحاً أيضاً، إذ شكر أوباما لدفاعه عن حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها. وقال: «شكراً لك للدفاع عن حق إسرائيل بالدفاع في شكل جلي عن حقها في الوجود». وعاين أوباما قاعدة للنظام الإسرائيلي المضاد للصواريخ «القبة الحديد» الذي تموله الولاياتالمتحدة قبل أن يستقل مروحية مع نتانياهو متوجهاً إلى القدس. ومن المقرر أن يتوجه أوباما أيضاً إلى المتحف الوطني الإسرائيلي للاطلاع خصوصاً على مخطوطات البحر الميت التي تملكها إسرائيل منذ حرب 1967. وسيتوجه أوباما صباح اليوم الخميس إلى رام الله في الضفة الغربية لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، على أن يعود إلى إسرائيل بعد الظهر ليلقي خطاباً أمام شبان إسرائيليين في القدس. والجمعة، سيضع أوباما إكليلاً على ضريحي مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل ورئيس الوزراء إسحق رابين قبل أن يزور نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم). وسيتوجه أوباما بعد ذلك إلى الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني قبل أن يقوم بجولة سياحية صباح السبت في البتراء. وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الثلثاء أن 36 في المئة من الإسرائيليين يعتبرون أوباما مناصراً للفلسطينيين أكثر من تأييده لإسرائيل بينما قال 26 في المئة منهم إنه يفضل إسرائيل على الفلسطينيين. وأشار استطلاع آخر للرأي أجراه معهد الديموقراطية الإسرائيلي إلى أن 51 في المئة من اليهود الإسرائيليين يعتبرون أوباما محايداً في موقفه تجاه إسرائيل بينما لا يثق 53.5 في المئة به ليحافظ على ما يعتبرونه مصالح إسرائيل الحيوية. وسيحاول أوباما استمالة إسرائيل بخطاب سيلقيه أمام مئات من الشبان الإسرائيليين الخميس. والهدف الأساس من الزيارة هو تعزيز العلاقات مع إسرائيل الحليفة الرئيسة للولايات المتحدة في المنطقة، ومحاولة تجاوز الخلافات مع نتانياهو حول البرنامج النووي الإيراني والاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وصرح أوباما في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي تم بثها في 14 آذار (مارس) «نعتقد أن إيران في حاجة إلى عام أو اكثر بقليل قبل أن تطور السلاح النووي. لكننا لا نريد بالطبع أن ننتظر حتى اللحظة الأخيرة»، مشدداً على أن «كل الخيارات لا تزال مطروحة». وحذر نتانياهو العام الماضي من تمكن إيران من الحصول على القدرة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية قبل ذلك بكثير، وشكك في قدرة العقوبات الدولية على تغيير حسابات إيران. وتعكس الخلافات في تحديد «خطوط حمر» أمام إيران، رؤيتي الطرفين المختلفتين في ما يتعلق بالعمل ضد إيران. لكن، من المرجح أن يوجه أوباما تحذيراً إلى نتانياهو ضد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية مبكرة ضد إيران. وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن إن «السؤال الرئيس ليس إن كانت إيران ستمتلك قنبلة بل متى لا يمكننا منع إيران من حيازة قنبلة». وعلى رغم أن أوباما لن يقدم أي اقتراح للسلام، يؤكد المسؤولون أنه ملتزم بحل الدولتين. وقال بن رودز، وهو نائب مستشار للأمن القومي الأميركي إن «الولاياتالمتحدة ستواصل دائماً مشاركتها في هذه العملية». وأردف «بصراحة هذه الرحلة تشكل فرصة له للاستماع إلى القادة حول ما يعتبرونه الخطوة التالية». ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أن يقوم أوباما بالمساعدة في التوصل إلى إطلاق أكثر من ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية ورفع الحظر عن 700 مليون دولار من أموال المساعدات الأميركية. وسيقول أوباما للفلسطينيين إن مبادرات مثل الحصول على اعتراف بالدولة في الأممالمتحدة ستؤدي إلى نتائج عكسية. كما سيحذر إسرائيل من أن مواصلة البناء الاستيطاني تقوض فرص استئناف محادثات السلام. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأربعاء أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ينوي زيارة إسرائيل في نهاية نيسان (أبريل) لتعزيز التعاون بين البلدين. وقالت الوزارة في بيان إن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون «هنأ تشاك هاغل على تعيينه ونيته زيارة إسرائيل الشهر المقبل». وأكد هاغل أنه ينظر «بتقدير كبير إلى العلاقات الأمنية والاستراتيجية بين البلدين»، ويريد «تعزيز التعاون بين المنظومتين الدفاعيتين». وقال يعالون إنه «ينتظر بفارغ الصبر تعزيز العلاقات (في المجال الأمني) بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في ضوء التحديات المشتركة التي نواجهها وتعزيز العلاقة الشخصية بيننا». وكان هاغل السيناتور الجمهوري السابق واجه انتقادات حادة من قبل الجمهوريين بسبب تصريحات حول تأثير «اللوبي اليهودي» في واشنطن. في غضون ذلك، قال الجنرال في الجيش الإسرائيلي شاحر شوحط إنه ينبغي السماح للولايات المتحدة بمشاركة إسرائيل في إنتاج نظام «القبة الحديد» حتى يتسنى لها الاستفادة من الأموال التي ضخّتها في برامج الدفاع الإسرائيلية. وزاد أن من المهم أن تبدي إسرائيل تقديرها لأوباما في الوقت الذي تتخذ الإدارة قراراً بخفض النفقات للحد من عجز الموازنة. يذكر أن إسرائيل عارضت إنتاجاً مشتركاً لنظام «القبة الحديد» عندما طرحت الفكرة في واشنطن العام الماضي لكن شوحط قال إن مثل هذه المشاركة ستتيح للأميركيين تحقيق ربح من وراء سخائهم المالي. وأيد شوحط فكرة إقامة مصنع أميركي موازٍ لصنع الصواريخ الاعتراضية المستخدمة في نظام «القبة الحديد» قائلاً إن هذا يمكن أن يكون في مصلحة البلدين. وقال إن «فتح خطوط تصنيع مشتركة سيزيد من معدلات الإنتاج وهو بالطبع في مصلحتنا باعتبارنا المستخدم المحترف». وشدد شوحط على حاجة إسرائيل «لأكبر عدد ممكن (من وحدات الدفاع الجوي) وفي أسرع وقت ممكن».