عبّرت إسرائيل ومنظمات يهودية في الولاياتالمتحدة عن توجّسها من احتمال قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعيين السيناتور الجمهوري تشارلز هاغل وزيراً للدفاع، وهو الذي يحمل أفكاراً نقدية تجاه سياسة إسرائيل التوسعية. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إلى أن احتمال تعيين هاغل،الذي أطلق في الماضي تصريحات انتقد فيها سياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويشكل أحد الأصوات الأميركية «المعتدلة» بشأن إيران وبرنامجها النووي، يثير قلقاً شديداً بين المنظمات اليهودية الأميركية رغم أن أوباما لم يقرر هذا التعيين بشكل نهائي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية رفضهم الإدعاءات إسرائيلية ومنظمات يهودية– أميركية بأن أوباما يريد تعيين هاغل وزيراً للدفاع من أجل الانتقام من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على ضوء دعمه المرشح الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي. وقال رئيس التحالف اليهودي الجمهوري مات بروكس للصحيفة إن «تعيين هاغل سيشكل صفعة على وجنة أي أميركي يهمّه أمن إسرائيل»، فيما اعتبر رئيس تنظيم اليهود الأميركيين الصهاينة مورتون كلاين، أن «هاغل هو أحد أكثر المنتقدين المعادين لإسرائيل في تاريخ مجلس الشيوخ»، ورأى الناشط في الحزب الجمهوري فيليب كلاين أن «هاغل هو أحد السيناتورات الأكثر عداء لإسرائيل في التاريخ المعاصر وهو ملائم لأوباما». واستعرضت الصحيفة مواقف لهاغل وبينها أنه بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000 كان أحد 4 سيناتورات رفضوا التوقيع على عريضة دعم لإسرائيل. ونسبت «يديعوت أحرونوت» لهاغل قوله في العام 2002 إنه «لا يمكن التوقّع من الفلسطينيين أن ينفذوا إصلاحات ديمقراطية ما دام الجيش الإسرائيلي يحتل (الأراضي الفلسطينية) وطالما لم يتم تنفيذ أعمال بناء في المستوطنات، وعلى إسرائيل تنفيذ خطوات سلمية». وأضافت الصحيفة أن هاغل دعا الرئيس الأميركي السابق جورج بوش خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006 إلى العمل من أجل وقف إطلاق النار «من أجل وقف الجنون»، واتهم إسرائيل بأنها تعمل من أجل هدم دولة لبنان وشعب لبنان. وتابعت أن هاغل دعا بوش في العام 2007 إلى الشروع في محادثات مباشرة مع إيران ومن دون شروط مسبقة، وحذّر من أن استمرار العلاقات العدائية بين الولاياتالمتحدةوإيران ستؤدي إلى عزل الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن هاغل وقّع في العام 2009، بعد الحرب على غزة، على عريضة تدعو أوباما إلى فتح حوار مع حركة «حماس». ونقلت الصحيفة عن هاغل قوله في الماضي «إنني سيناتور أميركي وليس إسرائيلياً، وأنا أؤيد إسرائيل لكن مصلحتي الأولى هي أميركا، وعندما أقسم يمين الولاء فإن ولائي للدستور وليس للرئيس ولا للحزب ولا لإسرائيل».