رفضت قيادة حركة «حماس» في دمشق طلباً «فتحاوياً» نقله الوفد الامني المصري بأن تقتصر جلسة الحوار الوطني المقبلة في القاهرة على الاعداد للانتخابات، في وقت اجتمع المجلس الوطني الفلسطيني في عمان امس، واتفق على الانعقاد في رام الله في 26 و27 الجاري لانتخاب ستة اعضاء جدد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وتغيب الرئيس محمود عباس عن الاجتماع، لكنه اجرى محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عمان اكدا خلالها على ضرورة وقف الاستيطان لاطلاق عملية السلام. في هذه الاثناء، قال عضو اللجنة المركزية الجديد في «فتح» محمد دحلان ان الاتفاق مع «حماس» لا مفر منه. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في دمشق ان الوفد الامني المصري برئاسة اللواء محمد ابراهيم ابلغ عددا من قادة الفصائل الفلسطينية ان القرار النهائي في شأن موعد الجلسة المقبلة للحوار الوطني سيحدد غداً، وسيبلغ الى الفصائل «خطياً». واضافت ان الوفد نقل «رغبة من فتح» بضرورة ان تقتصر جلسات الحوار المقبلة على الاعداد للانتخابات المقبلة. واكدت مصادر «حماس» ان «الانتخابات غير واردة في ظل الانقسام، ولا بد من توافق وطني واعطاء فرص متساوية للجميع لاجراء الانتخابات». في الوقت نفسه، نقلت المصادر الفلسطينية عن قادة الفصائل قولهم للوفد المصري ان الدعوة الى عقد المجلس الوطني الفلسطيني «قطع للطريق» امام نجاح الحوار، وتمسكهم بأن يكون الموعد المقبل للحوار ل «توقيع اتفاق رزمة كاملة» تشمل ملفات اصلاح اجهزة الامن والانتخابات واحياء منظمة التحرير الفلسطينية. في غضون ذلك، قال دحلان في مقابلة اجرتها معه «الحياة» انه انتخب لعضوية اللجنة المركزية للحركة رغم كثرة المعسكرات، لانه رفع راية التغيير بعد هزيمة «فتح» في الانتخابات وخسارة قطاع غزة. وقال انه لا يقدم مشروعاً ل«فتح» لكن «لديّ افكار» تتعلق باعادة بناء الحركة وتفعيل «الفتحاويين» للاستفادة من خبراتهم، على الا يتسلم اي منهم اكثر من مهمة، اضافة الى اعادة بناء منظمة التحرير واستكمال اعضاء اللجنة التنفيذية. واكد دحلان انه مع الحوار مع «حماس» واستيعابها في النظام السياسي الفلسطيني رغم انها «ارتكبت جرائم كبيرة». وقال انه يجب اعادة الاعتبار للعملية التفاوضية، وان تعزز بفريق مهني، وان يكون لها سقف زمني، مضيفا: «امامنا اليوم واجبان: مواجهة الاحتلال والاستيطان». وتابع: «مللنا الاحتلال والمفاوضات غير المثمرة، فمنذ عام الفين لم يتحقق اي انجاز». وزاد ان الوفد المفاوض سيتم تعزيزه بأعضاء من «فتح» والفصائل لتكون هناك شراكة للجميع في المفاوضات. واضاف: «المفاوضات استنفدت اغراضها، والكرة الآن في ملعب الادارة الاميركية، لكن لا يمكن ان تكون هناك مفاوضات في ظل الاستيطان». ودعا القيادة الجديدة ل «فتح» الى الذهاب الى قطاع غزة لمساندة ابناء الحركة هناك في مواجهة الاجراءات القمعية من «حماس».