أفادت مصادر نيابية أن البرلمان المغربي سيعقد اجتماعاً طارئاً يسبق دورة الربيع. وعُزي ذلك إلى الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب مطلع الشهر المقبل حيث من المقرر أن يوجّه خطاباً إلى البرلمان في سياق تقليد دأب عليه سادة قصر الاليزيه. وتعوّل الرباط على زيارة هولاند كأول رئيس من الحزب الاشتراكي الفرنسي يزور المغرب منذ تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس عرش بلاده في صيف العام 1999. ورجّحت المصادر أن تعرض الزيارة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الساحل جنوب الصحراء، والتدخل العسكري في مالي الذي حظي بدعم السلطات المغربية، إضافة إلى جهود تنقية الأجواء بين عواصم الشمال الافريقي، بخاصة بين المغرب والجزائر التي زارها الرئيس الفرنسي قبل فترة قصيرة. وسيكون تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية ضمن أهم محاور الزيارة التي استبقتها الرباط بتعيين وزير الداخلية السابق شكيب بن موسى سفيراً لها في باريس على إثر شغور المنصب. كما تراهن الرباط على دعم فرنسي لتعزيز عمليات التبادل الحر مع بلدان الاتحاد الأوروبي، إذ تعتبر باريس الشريك الأقرب السياسي والاقتصادي للمغرب ضمن بلدان الفضاء الأوروبي. واجتمع العاهل المغربي الملك محمد السادس، أول من أمس، إلى رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ وزير الثقافة على عهد الرئيس فرانسوا ميتران. الذي عرض إلى مبادرة تهدف إلى التعريف بالثقافة المغربية ضمن أنشطة المعهد المنفتح على الإبداعات العربية، ما اعتُبر مؤشراً من طرف الاشتراكيين الفرنسيين إلى الانفتاح أكثر على الرباط. على صعيد آخر، وصف السكرتير الأول لحزب «الاتحاد الاشتراكي» المعارض أداء حكومة رئيس الوزراء عبدالإله بن كيران بأنه يتسم بالضعف في المجالين التشريعي والتنفيذي. وقال إدريس لشكر «لا نجد في أداء الحكومة سوى التباطؤ الذي يوازيه الانفراد بالقرارات»، ما يؤكد -من وجهة نظره- استمرار ظاهرة «الهيمنة» التي تناقض الديموقراطية ومبادئ الدستور. ورأى أن إقرار الحكومة خطة اشتراعية، ضمن أجندة أحادية من دون الاستشارة مع فرقاء المعارضة، «يشكّل محاولة التفاف على البرلمان». ونبّه لشكر إلى ما وصفه بمحاولة «إفراغ» العمل الدستوري من مضمونه بسبب وجود حكومة يرأسها حزب محافظ «لا يؤمن بمبادئ الديموقراطية الحقة» ما يهدد البلاد بالعودة إلى الوراء. وقال في معرض حديثه عن الوضع الاقتصادي الذي يجتازه البلاد: «نضع أيدينا على قلوبنا في فاجعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي». كما عرض لأجواء الاقتراع الجزئي لانتخاب خمسة نواب أخيراً. وقال في هذا الصدد «إنها (أجواء الانتخاب) عرفت استخداماً رخيصاً للدين والمساجد واستمرار التأثير على الناخبين بالمال». ولم يحز أي فصيل من المعارضة على أي مقعد في اقتراع وزّعت نتائجه بين أحزاب الغالبية الحكومية.