أثار مقطع فيديو بثته جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة لذبح 3 من أبناء قبائل سيناء، وإعدام رابع بالرصاص بعد نسف منزله، غضباً في صفوف أبناء القبائل، علماً أن المقطع تضمن اعترافات من مقتولين بالعمالة لمصلحة إسرائيل. وهذا هو الفيديو الثاني الذي يحتوي على المشاهد ذاتها، إذ كانت الجماعة نشرت قبل أسابيع فيديو لذبح 4 من أبناء سيناء. وقالت مصادر محلية في سيناء ل «الحياة» إن القتلى كان قد عُثر على جثثهم في أوقات سابقة، لافتة إلى أن بعض العوائل طالب بعقد مؤتمر للقبائل لبحث سبل التصدي لظاهرة قطع الرؤوس. لكن لا يبدو أن المؤتمر سيُعقد قريباً بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في شبه جزيرة سيناء. وبدا من الفيديو الأخير ل «أنصار بيت المقدس» أن هذه الجماعة باتت ذراعاً في مصر ل «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية، إذ كان المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني تطرق في تسجيل صوتي الشهر الماضي إلى الأوضاع في سيناء، وقال في صيغة بدت تكليفاً: «نثني على إخواننا المجاهدين في سيناء ... أمضوا على هذا المنهج، فهذا هو الطريق السديد، بارك الله فيكم. شرّدوا بهم من خلفهم أينما تثقفون. فخخوا لهم الطرقات وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم، واقطعوا منهم الرؤوس. لا تجعلوهم يأمنون، واصطادوهم حيثما يكونون. حوّلوا دنياهم إلى رعب وجحيم. أخرجوا زراريهم، وفجروا بيوتهم. لا تقولوا فتنة، إنما الفتنة أن تدافع عنهم عشائرهم ولا تتبرأ منهم». وحرصت جماعة «أنصار بيت المقدس» على تضمين كلمة العدناني في المقطع الأخير الذي نشرته أثناء تدمير منزل واحد من البدو، وكأنها تُنفّذ «تكليفاته». في غضون ذلك، قالت مصادر طبية وأمنية في شمال سيناء إن مواطناً من سكان مدينة العريش أصيب بطلق ناري أثناء سيره قرب ميناء العريش بجوار حي «أبي صقل» جنوبالعريش ونقل إلى المستشفى، لافتة إلى أن الرجل الاربعيني أصيب برصاص مجهولين فروا بعد إطلاق النار صوبه. وأوضحت مصادر أمنية أن حملة تقوم بها قوات الأمن أسفرت عن القبض على 20 مطلوباً لأجهزة الأمن على خلفيات متعددة، خلال حملة دهم في العريش. ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن مصادر أمنية أن طفلاً في الثالثة عشر من عمره قُتل الاثنين بانفجار قنبلة صغيرة كانت موضوعة على جانب الطريق في بلدة الشيخ زويد بشمال سيناء. وأوضحت أن الطفل التقط العبوة الناسفة التي وجدها على جانب الطريق فانفجرت به فوراً ومات في الحال. ورجحت أن تكون القنبلة وضعت على جانب الطريق لاستهداف أي دورية للجيش أو الشرطة تمر في الشارع. وأشارت «فرانس برس» إلى أن مجموعات جهادية، من بينها خصوصاً جماعة «أنصار بيت المقدس»، تشنّ هجمات على الجيش والشرطة في شمال سيناء أوقعت مئات القتلى منذ إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي من قبل الجيش في تموز (يوليو) 2013. وتؤكد هذه المجموعات الجهادية أنها ترد بذلك على حملة القمع التي طاولت أنصار مرسي وأدت إلى سقوط 1400 قتيل وتوقيف أكثر من 15 ألفاً آخرين من بينهم مرسي ومعظم قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها.