حض تنظيم «الدولة الإسلامية» مسلحين على تكثيف هجماتهم على قوات الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، ما عزز اعتقاداً لدى أجهزة الأمن المصرية بوجود صلات بين التنظيم وجماعة «أنصار بيت المقدس» التي تشن هجمات ضد قوات الأمن في سيناء. (للمزيد) وقال الناطق باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني في رسالة صوتية بثتها شبكة «الفرقان»: «نثني على إخواننا المجاهدين في سيناء الأبية، فقد شعشع الأمل في أرض الكنانة، ولاح البشر في مصر بعملياتهم المباركة... امضوا على هذا المنهج، فهذا هو الطريق السديد، بارك الله فيكم». ودعا إلى تصعيد الهجمات ضد عناصر الجيش والشرطة، قائلا: «شردوا بهم من خلفهم أينما تثقفون. فخخوا لهم الطرقات وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم، واقطعوا منهم الرؤوس. لا تجعلونهم يأمنون، واصطادوهم حيثما يكونون. حولوا دنياهم إلى رعب وجحيم. أخرجوا زراريهم، وفجروا بيوتهم». وبدا لافتا أن العدناني مطلع على تفاصيل عمل المسلحين في سيناء، إذ اضاف بعدما حضهم على «قطع الرؤوس»: «لا تقولوا فتنة، إنما الفتنة أن تدافع عنهم عشائرهم ولا تتبرأ منهم»، في ما بدا إشارة إلى الخلافات في صفوف «أنصار بيت المقدس» بسبب ذبح أشخاص من بدو سيناء أخيراً، ما أثار استياء القبائل. وظهر من حديث العدناني أن بعض المسلحين خشي «فتنة» بسبب استفزاز عشائر سيناء، لكن بدا أنه يحضهم على الاستمرار في تلك الممارسات، ويدعو القبائل إلى التبرؤ من أبنائها الذين تقتلهم الجماعة. وطفت ظاهرة «قطع الرؤوس» على السطح في سيناء أخيراً، وعثر أهالي على 11 جثة مقطوعة الرأس، ووزعت «أنصار بيت المقدس» مقاطع مصورة لذبح 4 من أبناء القبائل قالت إنهم «تخابروا مع الاستخبارات الإسرائيلية». وعقدت قبائل في سيناء بعد تلك الحوادث مؤتمراً للتصدي للمسلحين، خصوصاً أن المذبوحين من قبائل عدة تشتهر بنفوذها في المنطقة. وشدد مسؤول أمني على أن «لا وجود لأذرع لداعش في مصر، لكن الفكر واحد. هناك قطعاً جماعات تتبنى فكر التنظيم المتشدد». لكنه أضاف أن أجهزة الأمن ترجح «وجود صلات بين أنصار بيت المقدس وداعش، تُعززها لهجة المتحدث الذي بدا وكأنه يُلقي بتكليفات». وأوضح ل «الحياة» أن متهمين أوقفوا لتورطهم في هجومي الفرافرة اللذين استهدفا مكمناً للجيش في الصحراء الغربية في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين وخلفا أكثر من 20 قتيلاً، «أقروا بصلات مع شخصيات في الخارج منتمية إلى داعش». لكنه لم يحدد طبيعة هذه الصلات ومستواها، وإن رفض اعتبار «أنصار بيت المقدس» ذراع «الدولة الإسلامية» في مصر.