اعتبر مسؤول أمني مصري رفيع بياناً لتنظيم «الدولة الإسلامية» يدعو إلى تصعيد الهجمات في شبه جزيرة سيناء، «تأكيداً لوجود صلات بين التنظيم وجماعة أنصار بيت المقدس» التي تنشط في سيناء. وقال ل «الحياة» إن موقوفين «أقروا بصلات» بين «الدولة الإسلامية» و «أنصار بيت المقدس». وكان التنظيم الذي سيطر على أراض في سورية والعراق حضّ في كلمة بثتها شبكة «الفرقان» للناطق باسمه أبو محمد العدناني، على شن مزيد من الهجمات في سيناء. وقال العدناني، في معرض حديث طويل عن «التحالف الدولي» ضد «الدولة الإسلامية» الذي اعتبره «حملة صليبية أخيرة»، إن «الصليبيين أدركوا خطر الدولة الإسلامية... بقتالها تقوى وتشتد وبتركها تزهر وتمتد». وسأل: «أما أدرك الصليبيون أن حرب الوكلاء لم تغن عنكم ولن تغني؟... ستدفعون الثمن عندما تنكسر حملتكم الصليبية ونغزوكم في عقر داركم». وتحدث طويلاً عن سورية والعراق والسياسيات الأميركية والأوروبية في المنطقة. وقال في ختامها: «لا يفوتنا قبل الختام أن نثني على إخواننا المجاهدين في سيناء الأبية، فقد شعشع الأمل في أرض الكنانة، ولاح البشر في مصر بعملياتهم المباركة... أمضوا على هذا المنهج، فهذا هو الطريق السديد، بارك الله فيكم. شردوا بهم من خلفهم أينما تثقفون. فخخوا لهم الطرقات وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم، واقطعوا منهم الرؤوس. لا تجعلونهم يأمنون، واصطادوهم حيثما يكونون. حولوا دنياهم إلى رعب وجحيم. أخرجوا زراريهم، وفجروا بيوتهم. لا تقولوا فتنة، إنما الفتنة أن تدافع عنهم عشائرهم ولا تتبرأ منهم». ودعا «الموحدين في أرض تونس السليبة» إلى «الحذو حذو إخوانهم في أرض الكنانة». وشدّد مصدر أمني ل «الحياة» على أن «لا وجود لأذرع لداعش (الدولة الإسلامية) في مصر، لكن الفكر واحد. هناك قطعاً جماعات تتبنى فكر التنظيم المتشدد... نرجح صلات بين أنصار بيت المقدس وداعش تُعززها لهجة الناطق الذي بدا وكأنه يُلقي بتكليفات». وأشار إلى أن متهمين أوقفوا لتورطهم في هجومي الفرافرة اللذين استهدفا مكمناً للجيش في الصحراء الغربية في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين، وخلفا أكثر من 20 قتيلاً في صفوف الجيش، «أقروا بصلات مع شخصيات في الخارج منتمية إلى داعش». لكن المصدر لم يحدد ماهية «الصلات» بين التنظيمين وما إذا كانت ترقى إلى حد «الاتصالات» أو «التكليفات»، وإن رفض اعتبار «أنصار بيت المقدس» ذراعاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مصر. وكان لافتاً أن العدناني خصّ المسلحين في سيناء بالذكر في رسالته، رغم أن العمليات المسلحة طاولت قوات من الجيش والشرطة في الدلتا، وحتى في العاصمة، كما بدا مدركاً لتفاصيل «مُستترة» في سيناء، حين خاطب المسلحين بعدما حضّهم على «قطع الرؤوس» قائلاً: «لا تقولوا فتنة، إنما الفتنة أن تدافع عنهم عشائرهم ولا تتبرأ منهم»، في ما بدا إشارة إلى خلافات بين المسلحين في سيناء بسبب ذبح أشخاص من بدو سيناء أخيراً، ما أثار استياء قبائل. وظهر أن رسالة العدناني تؤيد تلك العمليات، وفيها دعوة إلى القبائل للتبرؤ من أبنائها الذين يقتلهم المسلحون. وطفت ظاهرة «قطع الرؤوس» على السطح في سيناء أخيراً، وعثر أهال على 10 جثث مقطوعة الرأس، ووزعت «أنصار بيت المقدس» لقطات مصورة لذبح 4 من أبناء القبائل قالت إنهم «تخابروا مع موساد». وعقدت القبائل في سيناء بعد تلك الواقعة مؤتمراً للتصدي للمسلحين، خصوصاً أن المذبوحين من قبائل عدة تشتهر بنفوذها في شبه جزيرة سيناء. وظهر من حديث العدناني أن خلافات نشبت بين المسلحين، بعد غضب قبائل سيناء من تلك الظاهرة، وأن بعضهم خشي «فتنة» بسبب استفزاز عشائر سيناء، لكن بدا أنه يحضهم على الاستمرار في تلك الممارسات. وقُتل ضابط في الأمن المركزي أمس إثر انقلاب مدرعة كان يستقلها على طريق تمادا - صدر الحيطان في وسط سيناء، فيما قال مسؤول أمني في شمال سيناء إن قوات الأمن ألقت القبض على 4 من العناصر المسلحة في مكامن بين مدينتي رفح والشيخ زويد، متهمة الموقوفين بالتورط في «استهداف قوات الأمن وآلياته». إلى ذلك، أعلنت جماعة «أجناد مصر» التي تبنت هجمات في الدلتا والقاهرة، مسؤوليتها عن تفجير قنبلة قرب وزارة الخارجية أول من أمس، قُتل فيه ضابطان وجندي. وقالت الجماعة في بيان عبر حسابها على موقع «تويتر»: «ضمن حملة القصاص حياة، انطلقت سرية من الأشاوس الذين أخذوا على عاتقهم نصرة المظلوم، فقاموا بواجبهم وخاطروا بأنفسهم واستعانوا بربهم وتوكلوا عليه حتى فتح عليهم سبحانه بتنفيذ عملية اختراق جديدة والوصول إلى محيط وزارة الخارجية، وتم زرع عبوة ناسفة موجهة نحو الضباط في محيطها وتفجيرها عليهم ليهلكوا ويتحولوا إلى أشلاء متناثرة، ويذوقون بعضاً مما يذيقونه للمسلمين». وكان رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تقدما مشيعي قتلى الهجوم أمس من مسجد الشرطة. وزار محلب الجرحى في مستشفى الشرطة، مؤكداً أن الدولة «ستوليهم رعاية خاصة». وفي الأقصر، فككت أجهزة الأمن عبوة بدائية الصنع وجدت أسفل تمثال أثري في طريق الكباش الفرعوني، ونقلتها إلى المعمل الجنائي لفحصها، وتحديد إن كانت تحتوي على مواد متفجرة، أم لا. من جهة أخرى، رفض مجلس التأديب التابع للمجلس الأعلى للقضاء طعن النائب العام السابق طلعت عبدالله الذي تولى منصبه إبان فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، على قرار لجنة تأديب بإحالته على التقاعد لإدانته في واقعة زرع أجهزة تنصت في مكتب النائب العام قبل مغادرته. وقرر المجلس رفض الطعن المقدم من النائب العام الحالي هشام بركات ضد قرار عودة النائب العام المساعد السابق حسن ياسين إلى منصة القضاء، باعتبار أنه «سافر إلى خارج البلاد وقت زرع الأجهزة، ولم يحضر أي اتفاق خاص بزرعها وتركيبها». في غضون ذلك، أمر النائب العام بإحالة 105 من جماعة «الإخوان المسلمين» أبرزهم مرشدها محمد بديع على محكمة الجنايات بتهمة الضلوع في أحداث عنف وقعت في مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس، في أعقاب عزل مرسي في تموز 2013، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح آخرين.