تشهد العلاقة بين بغداد واربيل حراكاً بعد مرحلة جمود استمرت لشهور. وفيما بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني امكان حل الازمات العالقة بين بغداد واقليم كردستان، واصل وفد «حزب الدعوة» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي محادثاته مع مسؤولين اكراد للغرض نفسه، فيما جدد الاخير عدم تخلي الحكومة عن «الصحوات» على رغم اختراقها من جانب «حزب البعث» و»القاعدة»، كما قال. (راجع ص 2 و3) ووصل عبد المهدي، القيادي في «المجلس الاسلامي الاعلى»، الى اربيل أول من امس وبحث مع المسؤولين الأكراد، في مقدمهم مسعود بارزاني، «مستجدات الاوضاع السياسية والامنية في العراق، بالاضافة الى القضايا التي ما زالت عالقة بين اقليم كردستان وبغداد». وتم التأكيد خلال الاجتماع على «ضرورة حل جميع المشاكل والامور العالقة من خلال الحوار والتفاهم سعياً لتعزيز وحدة الصف الوطني وتعزيز العمل المشترك». وصرح عبدالمهدي بأنه طرح مع بارزاني مسائل لتقريب وجهات النظر لحل بعض القضايا العالقة، ولتوحيد الصف ومواجهة التحديات بشكل مشترك. وكان بارزاني أعلن قبل يوم من استقبال عبد المهدي ان الاقليم الكردي ملتزم الدستور ويعمل تحت مظلة الوحدة الوطنية العراقية. في غضون ذلك واصل وفد «حزب الدعوة الاسلامية» برئاسة وزير التربية خضير الخزاعي زيارته لاقليم كردستانز ووصل أمس الى اربيل للقاء بارزاني بعدما بحث في السليمانية مع الرئيس جلال طالباني ونائبه كوسرت رسول في «مسائل تمحورت حول التعاون المشترك بين الجانبين فضلا عن التطرق الى ابرز المشاكل الراهنة بين بغداد واقليم كردستان العراق». وذكرت مصادر كردية ان رسول بحث مع وفد «حزب الدعوة» في ضرورة تمتين العلاقات الاستراتيجية بين الحزبين، ومناقشة المستجدات على الساحة العراقية وأوضاع إقليم كردستان ومناقشة العلاقات بين حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الإتحادية. وفيما يسعى وفد «حزب الدعوة» الى تخفيف اجواء التوتر مع الأكراد، ذكر سياسيون ان زيارته لاقليم كردستان تهدف ايضا الى البحث في احياء «التحالف الرباعي» بين الحزبين الكرديين الرئيسيين و»الدعوة» و»المجلس الاعلى». الى ذلك، قال المالكي ان «صحوة الفضل كانت مخترقة من جانب حزب البعث المنحل»، الا انه شدد على ان «الحكومة لن تتخلى» عن الصحوات. وقال المالكي في مقابلة مع قناة «العراقية» مساء أول من أمس: «لدينا معلومات استخباراتية تؤكد اختراق حزب البعث والقاعدة للصحوات». وأضاف ان ما كان في «الفضل ليس صحوة، بل تنظيم مسلح يتبع حزب البعث... أعدت للانقضاض على أكثر من موقع».