أكد اختصاصي في مجال العلوم الصحية، وعضو جمعية مكافحة مادة «نبات القات» في منطقة جازان الدكتور طاهر عريشي، أن «نبات القات» لا يرتقي لأن يكون أحد مصنفات المخدرات، وإن كانت مصنفة من الفئة الثالثة، معتبراً أن « الدراسات والمسوحات الصحية التي أجريت أكدت أن هذا النبات لا يؤدي إلى الإدمان». وقال الدكتور عريشي خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي الخاص ب«أبحاث المؤثرات العقلية» الذي افتتحه أمير منطقة جازان أمس: «إن أوراق العمل التي قدمت في فعاليات المؤتمر لم تكن بمستوى الحدث، وأنها لا ترقى إلى مئات البحوث التي تقدم في مجال الدراسة عن أضرار القات»، مشيراً إلى أن بحوثاً عدة أجريت على أضراره، وأكدت أنه لا يرقى إلى أن يُصنف من المواد المخدرة. وأضاف: «نحن لا ننكر أن يكون هناك أضرار اجتماعية ونفسية من استخدام القات، ولكن هو لا يعتبر مثل مادة الحشيش»، إذ إن دراسات مسحية أجريت أخيراً، فأكدت جميعها أن «القات لا يؤدي إلى الإدمان، ولا يسبب عملية هياج نفسي كما يتداول». من جهته، قال أمير منطقة جازان محمد بن ناصر خلال رعايته المؤتمر الدولي: «إن المنطقة بحاجة إلى الجهود الجامعية البحثية في شأن التعمق حول أبحاث المؤثرات العقلية، وإلى آخر ما تم التوصل إليه في هذا المجال، داعياً إلى مزيد من البحوث والمسوحات العلمية في هذا الأمر». وأضاف: «لقد اطلعت على جهود مركز الأبحاث، وأودّ أن أقول للقائمين على المركز واصلوا اهتمامكم بقضايا المنطقة، ولكم مني كل دعم، والمنطقة بحكم بيئيتها وموقعها الجغرافي تعرضت لمتغيرات عدة، والعوامل التي أثّرت سلباً في صحة الإنسان وسلوكه، وما الأوراق البحثية التي تم مناقشتها إلا دليل واضح على ملامسة ما تحتاجه جازان من دراسات ومناقشات». وشدد أمير جازان على أهمية دور المجتمع في المشاركة في المسوحات والاختبارات البحثية والعلمية، للوصول إلى النتائج السليمة بما يخدم حاضر المنطقة. بدوره، أوضح عميد البحث العلمي ومدير مركز المؤثرات العقلية في جامعة جازان الدكتور رشاد بن محمد السنوسي، «أن المؤتمر يجمع أكثر من 20 خبيراً دولياً ومحلياً، جاؤوا لطرح رؤاهم العلمية ونتائج أبحاثهم بما سيؤسس لقاعدة بحثية كبرى في مجال عمل المركز البحثي للمؤثرات وبخاصة المنشطات». وتابع: «تبنى المركز منذ بدايته سياسة الشراكات العلمية البحثية، وتم توقيع اتفاقات مع اللجنة الأمنية لمكافحة المخدرات والهيئة السعودية للطب النفسي، إضافة إلى وزارة الصحة، ممثلة في الإدارة العامة للصحة النفسية ومراكز السموم ومديرية الشؤون الصحية بالمنطقة التي أصبحت شريكاً أساسياً في مشروعنا». وذكر أن انطلاقة هذا المركز الواعد ضمن منظومة وزارة التعليم العالي لمراكز التميز في الجامعات السعودية، جاء ليكون مركزاً متخصصاً في أبحاث المؤثرات العقلية، خصوصاً في ما يتعلق بالمنشطات كالقات الذي لم يجد الدراسات اللازمة، على رغم أنه أصبح يمثل تحدياً عالمياً في الوقت الحاضر. من جانب آخر، تتواصل جلسات المؤتمر الدولي عن الجديد في أبحاث المؤثرات العقلية اليوم (الأربعاء)، على مسرح إدارة الجامعة بثلاث جلسات رئيسة، وتدور الجلسة الأولى حول موضوع «انتشار القات»، ويقدم من خلالها الدكتور مايكل اود نوالد من ألمانيا ورقة بعنوان «وبائيات استخدام القات في العالم»، فيما يقدم الدكتور رشاد السنوسي ورقة بعنوان «عادة استخدام القات بين الطلاب في منطقة جازان: أنماط وعوامل ذات صلة»، ويقدم الدكتور كمال الدين شيخ ورقة بعنوان «الأعباء الاقتصادية لاستهلاك القات في منطقة جازان».