دخل إضراب هيئة التنسيق النقابية وأساتذة التعليم الثانوي والتكميلي والابتدائي والمهني والمتعاقدين والمتقاعدين اضافة الى الموظفين في لبنان، اسبوعه الثاني امس للمطالبة باحالة سلسلة الرتب والرواتب على المجلس النيابي. وأقفل العديد من المؤسسات والمدارس الرسمية والخاصة في مختلف المناطق اللبنانية. وانطلقت صباح امس تظاهرة نقابية تربوية من امام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الصنائع باتجاه المصرف المركزي حيث التقت بمتظاهرين آخرين. وشهدت التظاهرة مشاركة كثيفة، وسجلت مشاركة لافتة لموظفي هيئة التفتيش المركزي، وسط انتشار امني كثيف نفذته عناصر مكافحة الشغب، الذين منعوا المتظاهرين من الاقتراب من الباب الرئيسي للمصرف. وأكد المتظاهرون في الشعارات التي رددوها سلمية تحركهم، وانهم لن يحتكوا بالقوى الامنية. وحملوا لافتات كتب على احداها: «يا حكومة تأدبي، حاجي بشعبك تلعبي». وكانت القوى الامنية منعت القسم الاكبر من المتظاهرين من الوصول الى امام المصرف، ما خلّف توتراً، تدخل على أثره وزير الداخلية مروان شربل الذي مكن المتظاهرين من المرور عبر الحواجز وصولاً الى مدخل المصرف. وحيّا نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض في كلمة «معلمي المدارس الخاصة الذين نفذوا إضراباً ناصع البياض اليوم (امس)». وأكد أن «الاضراب سيبقى مفتوحاً»، وقال: «نحن تحت سقف كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن الحكومة مسؤولة والمماطلة والوعود أجبرتنا على النزول إلى الشارع». وتوجه إلى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار وقال: «نحن تربويون والاضراب ضد الحكومة وليس ضد المدارس، فلتكن المعركة بيننا وبين الحكومة وليس بين إدارات المدارس». كما توجه إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال لن أدعس دعسة ناقصة، بالقول: «عيب هذا الكلام ولن يمر علينا، نزلنا إلى الشارع وكل يوم سنكون في مكان». وأعلن محفوض عن اجتماع للأساتذة في النقابة للبحث في موضوع المدارس التي ما زالت مفتوحة «لتشكيل لجان وإقفالها». حنا غريب وقال رئيس هيئة التنسيق حنا غريب من امام غرفة التجارة والصناعة ان «التحرك سجل صرخة نقابية جدية في تاريخ لبنان»، مؤكداً ان «المسؤولين يحاربون هذا التحرك لأنهم يعملون على تقسيم اللبنانيين ونحن نعمل على جمعهم». وتوجه غريب إلى مسؤولي الهيئات الاقتصادية، قائلاً: «البلد بالنسبة اليكم هو كم تحققون أرباحاً»، مشدداً على اننا «لن نقبل بتمويل السلسلة إلا على حساب اصحاب المصارف، والمضاربين العقاريين»، كما دعا القوى السياسية إلى «تحمل مسؤولياتها وتأييد هذا التحرك». وأعلنت هيئة التنسيق ان الاعتصام المركزي اليوم سيكون امام مقر وزارة الاقتصاد في مبنى اللعازارية في وسط بيروت. واعتصم الاساتذة والمعلمون امام سراي جونيه وسط تدابير امنية مشددة. كما دعت الى التجمع والاعتصام اليوم في سراي جونية وإقفال المدارس الخاصة التي لم تلتزم بالإضراب. وفي عكار، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان عدداً من اساتذة المدارس الخاصة المضربين عمدوا الى تنظيم حركة اعتراضية احتجاجاً على عدم التزام بعض المدارس الخاصة في المنطقة الاضراب، وأقاموا حاجزين عند مدخل بلدة حلبا الشمالي على مفترق بلدة الشيخ محمد وعلى مفترق بلدتي مشحا وعدبل. وتمنوا على سائقي حافلات نقل التلامذة العودة، فمنهم من استجاب والبعض الآخر رفض. ونفذ الاساتذة المتعاقدون في التعليم الاساسي وموظفو الدولة وموظفو مياه لبنان الجنوبي، اعتصاماً امام سراي صيدا الحكومي، وأُلقيت كلمات اكدت «مواصلة الاضراب العام حتى تحقيق المطالب». وفي بعلبك نُفذ اعتصام امام السراي الحكومية، رفعت خلاله شعارات دعت للافراج عن السلسلة. كما نفذ اعتصام حاشد امام فرع مصرف لبنان في صور رفعت خلاله لافتات نددت «بسياسة المماطلة وعدم تحويل السلسلة الى المجلس النيابي». ثم توجه المعتصمون بمسيرة الى السراي الحكومية. في المقابل، دعا رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، هيئة التنسيق النقابية إلى «الجلوس إلى طاولة واحدة مع الهيئات الاقتصادية، وتشكيل لجنة مشتركة لدراسة سلسلة الرتب والرواتب من جوانبها المختلفة». وتمنى شقير في حديث إذاعي، على قيادات هيئة التنسيق النقابية أن «تبقي خطاباتها متوازنة»، معتبراً أن «الإضراب والتعبير عن الرأي حق، لكن إذا بقي ضمن الأصول والقوانين، أما قطع الطرق وتعطيل الإدارات العامة والمدارس بالقوة هو أمر غير مقبول». وإذ أيّد إقرار السلسلة، اشترط أن «تكون من ضمن برنامج إصلاحي شامل، وإذا كانت الدولة غير قادرة على تطبيقها في هذه المرحلة، فمن الطبيعي تأجيلها لمدة سنة أو سنتين وعندها سنكون إلى جانبها».