كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - جدد متمردو حركة «طالبان» تهديداتهم للانتخابات الرئاسية والمحلية المقررة في أفغانستان غداً، متوعدين بمهاجمة مكاتب التصويت وداعين المواطنين الى مقاطعة الاقتراع، فيما أصاب صاروخ مجمع القصر الرئاسي في كابول وآخر مقر الشرطة المجاور، واستهدف هجوم انتحاري قافلة امدادات لقوات الحلف الاطلسي (الناتو). وأعلنت «طالبان» في بيان ان «الإمارة الإسلامية تبلغ مواطنيها مجدداًً بأنه يجب مقاطعة الانتخابات الخادعة التي ينظمها الأميركيون، وشن المجاهدين عمليات ضد العدو تنفيذاً لبرنامج حدد لهم يهدف الى إفشال المؤامرة التي يدبرها أعداء الاسلام ضد البلد». وكرر البيان أن اي شخص يشارك في الانتخابات يتحمل مسؤولية تعرضه لأذى خلال عمليات المجاهدين، مؤكداً «استحالة إجراء الانتخابات باستثناء بعض المدن الكبرى وعواصم بعض الولايات». وشنت «طالبان» هجومها الثالث على العاصمة كابول هذا الشهر، في وقت اعتبرت الهجمات نادرة على العاصمة في الأعوام الماضية. وألحق صاروخان أضراراً بمجمع القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة، لكن من دون ان يسفرا عن سقوط قتلى او جرحى. وهاجم انتحاري استقل سيارة مفخخة قافلة لقوات أجنبية على طريق رئيسي يربط العاصمة بمدينة جلال آباد، ما اسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 52 آخرين، كما اعلن الحلف الاطلسي مقتل وجرح عدد من جنوده. وأفاد شهود أن المنطقة المستهدفة تقع قرب مصلحة الجمارك في كابول المجاورة لقاعدة بريطانية ضخمة ومجمع للأمم المتحدة التي أعلنت لاحقاً مقتل اثنين من موظفيها قتلا وجرح ثالث. وندد الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كاي ايد بالهجوم الذي اعلن ناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن تنفيذه. وشن متشددو «طالبان» الشهر الماضي أكبر هجوم في كابول منذ شباط (فبراير) الماضي، وذلك عبر تفجير سيارة مفخخة أمام مقر قوات الحلف الاطلسي، ما ادى الى مقتل سبعة افغان وجرح عشرات. وفي ولاية اروزجان (جنوب)، هاجم انتحاري سيراً على الأقدام نقطة تفتيش للشرطة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أفغان ومدنيين اثنين، فيما اغتيل مرشح لمجلس محلي بالرصاص في ولاية جوزجان (شمال). وفي كلمة ألقاها في فينكس (اريزونا جنوب غرب)، استبعد الرئيس الاميركي باراك اوباما تحقيق انتصار «سريع» او «سهل» في افغانستان. وقال: «لم يندلع التمرد في افغانستان بين ليلة وضحاها، لذا لن نهزمه بين ليلة وضحاها». وتحدث اوباما عن تصاعد المعارك في افغانستان، متعهداً مواصلة تكييف الاستراتيجيات الأميركية مع الأوضاع الميدانية، وتأكيد امتلاك الجنود الموارد التي يحتاجونها. وكشف مسؤول عسكري اميركي طلب عدم نشر اسمه ان قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال يسعى الى تقليص عدد القوات المكلفة مهمات الدعم على غرار نقل البريد وحراسة مداخل القواعد، او إسناد مهماتهم الى شركات أمنية خاصة، من اجل توفير مزيد من الرجال لمحاربة التمرد، باعتبار انه «يجب استخدام قواتنا بطريقة اكثر فاعلية، وإنجاز مهمات إضافية بما لدينا بدلاً من المطالبة بتعزيزات». وسيسمح هذا الحل للجنرال ماكريستال بالحد من المطالبة بتعزيزات جديدة، في وقت تتحفظ واشنطن حالياً على إرسال مزيد من القوات الى الجبهة الافغانية لعدم توفرها بسبب الانتشار في العراق. الى ذلك، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» أن الحكومة البريطانية تستعد لإرسال مئات من الجنود إلى افغانستان، لدعم مهمة الحلف الأطلسي، على رغم ارتفاع عدد الجنود البريطانيين القتلى والجرحى، وتقلص تأييد البريطانيين للحرب في افغانستان. ونسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث قوله إن «الجنرال ماكريستال يجري مراجعة حول مهمة الحلف الأطلسي في افغانستان، وقد يطلب إرسال مزيد من قوات الناتو إلى البلاد على المدى القصير»، علماً ان حوالى 9 الآف جندي بريطاني ينتشرون في افغانستان حالياً معظمهم في ولاية هلمند (جنوب)، وقُتل منهم 204 حتى الآن بينهم 35 منذ تموز (يوليو) الماضي. ووصفت والدة جندي بريطاني قُتل في افغانستان وزير الدفاع إينزوورث أنه «أحمق ومتعجرف»، وطالبته بقضاء بعض الوقت في افغانستان ليدرك مدى حاجة القوات البريطانية لمزيد من العتاد والرجال. ونسبت صحيفة «ديلي ميل» إلى هيزيل هانت (49 سنة) التي قُتل ابنها الجندي ريتشارد (21 سنة) في انفجار بولاية هلمند السبت الماضي قولها إن «الوزير إينزوورث لا يمتلك ولو مجرد فكرة بسيطة عن احتياجات القوات البريطانية في افغانستان، وتجاهل مطالب قادة الجيش المتكررة توفير مصادر اضافية لهذه القوات». واضافت:«لا يصغي السياسيون إلى الجنود على الأرض في افغانستان»، في وقت اتُهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بتجاهل القوات البريطانية في افغانستان، إثر قراره عدم قطع إجازته الصيفية لحضور حفلة افتتاح مركز لتأهيل الجنود البريطانيين الجرحى يقع على على بعد 17 ميلاً فقط من موقعه.