بدأت السعودية العد التنازلي لبدء موسم الحج، بعدما أكملت نشر آلاف من قواتها المخصصة لأمن الحج، المزودة بأحدث الإمكانات والتقنيات والآليات. وفيما أكد مسؤولوها الأمنيون استعدادهم الصارم لمواجهة أي حالات أمنية محتملة، قال مسؤولون آخرون إنهم يتوقعون أن يصل عدد الحجاج بحلول يوم التروية (الخميس) إلى نحو ثلاثة ملايين. وشددوا على تطبيق تنظيم جديد هذا العام لدخول الحجاج البيت العتيق والخروج منه، لتفادي أي ازدحام محتمل. وجدد المسؤولون السعوديون، وفي مقدمهم وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، التشديد على أن المملكة ستحول بقوة دون ما يعكر صفو الحجاج. وأكد وزير الداخلية السعودي أن قوات الأمن السعودية قادرة على التصدي لأي خطر من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وغيره من التنظيمات. وقام مسؤولون بجولات رقابية على أماكن إقامة الحجاج لضمان سلامة تغذيتهم، والتأكد من راحتهم، واستيفاء أماكن إقامتهم شروط السلامة المحددة. وتبلغ الحجاج أن السلطات باتت على استعداد لمواجهة أي أخطار أمنية محتملة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وأكد الدفاع المدني أن قواته تلقت تدريبات مكثفة على أحدث الآليات لتتدخل في أي حوادث تهدد سلامة ضيوف الرحمن. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجّه في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري بالاستفادة من المواقع الجاهزة في مبنى توسعة الحرم المكي والساحات الخارجية بمشروع التوسعة، وتأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام. ويذكر أن التكلفة الإجمالية لتوسعة المسجد الحرام التي أمر بها العاهل السعودي تصل إلى 40 بليون ريال (10.7 بليون دولار). وستصل الطاقة الاستيعابية القصوى للمسجد الحرام بعد اكتمال هذه التوسعة إلى ثلاثة ملايين مصلّ، فيما سيستوعب المطاف حول الكعبة الشريفة 105 آلاف طائف في الساعة. وطمأنت وزارة الصحة إلى عدم اكتشاف أي وباء. وشدد مسؤولوها على أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ستضمن التعامل مع أي حالة وبائية وسط الحجاج القادمين من الخارج، خصوصاً تطبيق أحدث البرامج لمكافحة العدوى في مشافي المشاعر المقدسة. وذُكر أول من أمس أن 75 ألف رجل أمن سعودي تم نشرهم لضمان أمن الحجيج، ومنع وقوع أي محاولات للعبث بأمن هذه المناسبة الدينية المهمة. وشددت السلطات على الالتزام بشعار «لا تسييس للحج». وشمل ذلك تحذير الحجاج من رفع أعلام دولهم، وحظر دخول الأعلام والشعارات المثيرة للفتن، ومنها علم «داعش»، وشعار «رابعة». وتستخدم السلطات الأمنية السعودية آخر ما وصلت إليه تكنولوجيا البحث الجنائي لإزالة غموض أي جرائم، وضبط وثائق السفر المزورة. وكان خادم الحرمين الشريفين أمر باستضافة 1400 حاج من 75 دولة لأداء مناسك الحج هذا العام. وشمل توجيه ملكي آخر استضافة ألف فلسطيني من ذوي الشهداء والأسرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين.