ألقى حزب «النور» السلفي و «جبهة الإنقاذ الوطني» التي تضم قوى المعارضة الرئيسة في مصر بكرة حل الأزمة السياسية في ملعب الرئاسة، بعدما اتفقا خلال اجتماع على ضمانات ل «حوار جاد» تديره شخصيات محايدة ويخلص إلى تشكيل حكومة جديدة. وعُلم أن «النور» سيجري اتصالات مع الرئاسة لاستطلاع رأيها في الضمانات، فيما مضى «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في طريق الاستعداد للانتخابات التشريعية المتوقعة في نيسان (أبريل) المقبل، إذ عقد اجتماعاً لقادته في المحافظات للبحث في الاستعدادات تحدث خلاله قادة الحزب عن السعي إلى نيل الغالبية النيابية. وكان رئيس «النور» يونس مخيون ونائبه مصطفى خليفة اجتمعا أمس بعدد من قادة «جبهة الإنقاذ» أبرزهم مؤسس «حزب المؤتمر» عمرو موسى ورئيس حزب «الوفد» السيد البدوي ونائب رئيس حزب «الدستور» أحمد البرادعي، في حضور الناشطين السياسيين مصطفى النجار وعبدالرحمن يوسف. وقال يوسف ل «الحياة»: «تحدثنا في ورقة ضمانات للحوار مع الرئاسة يوقع عليها الجميع قبل بدء الحوار تتضمن أن يكون الأشخاص المكلفون بحضور جلسات الحوار لديهم تفويض بالصلاحيات من أحزابهم وكياناتهم، حتى يصبح أي اتفاق يتم التوصل إليه ملزماً لتلك الأحزاب، ووقف الحملات الإعلامية لتهيئة المناخ للحوار، إضافة إلى اختيار شخصيتين مستقلتين لإدارة الحوار والقبول بمجموعة الشباب (النجار ويوسف ووائل غنيم) منسقين للحوار». وأضاف: «ناقشنا جدول أعمال للحوار يتضمن البحث في كيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية وإطاحة النائب العام طلعت عبدالله والتحقيق في كل أحداث العنف التي شهدتها البلاد والخروج من الوضع الاقتصادي والأمني». وعن موقف جماعة «الإخوان» والرئاسة، أشار إلى أن «تلك الورقة كنا بحثنا فيها من قبل مع قيادات في الإخوان وأبدت ترحيباً بها والرئاسة أرسلت إشارات عدة أنها تقبلها، وننتظر موقف جبهة الإنقاذ التي تجتمع خلال أيام». لكن القيادي في الجبهة وحيد عبدالمجيد أكد ل «الحياة» أن «الجبهة توافق على تلك الضمانات، وستجتمع كل الأحزاب المنضوية في الجبهة (غداً) للبحث فيها... الكرة الآن في ملعب الرئاسة»، مشيراً إلى أن «قادة حزب النور سيجرون اتصالات خلال الساعات المقبلة لاستطلاع رأي الرئاسة والحزب الحاكم، وفي حال وافقوا عليها سنخوض الحوار». وأشار إلى أن الاجتماع «شهد قدراً كبيراً من التوافق، وستستمر الاتصالات في ما بيننا». وقال: «طلبنا من حزب النور أن يتلمس مدى استعداد الرئاسة لقبول حوار جاد، ووجود استعداد بأن يؤدي هذا الحوار إلى تشكيل حكومة جديدة». وشدد على أن «الحوار يجب أن يقوم على مناقشة كيفية تشكيل الحكومة الجديدة وليس مبدأ إطاحة حكومة هشام قنديل». وعن موقف الجبهة من الانتخابات البرلمانية، قال إن «قانون تنظيم الانتخابات معروض الآن على المحكمة الدستورية وفي حال رفضته لعدم الدستورية يجب أن يكون على أجندة الحوار كيفية تعديل النصوص المعيبة التي يتضمنها، أما في حال صدقت عليه المحكمة فنحن ملتزمون به ولا يمثل أزمة، لكننا سنناقش في الوقت نفسه ضمانات إجراء عملية انتخابية نزيهة وشفافة». في المقابل، قال القيادي في «النور» أشرف ثابت ل «الحياة»: «ناقشنا في الاجتماعات مبادرات عدة لكن لم نتوصل إلى توافقات، وسيحصل اجتماع جديد بين الجبهة والنور خلال الأيام المقبلة للاتفاق على الضمانات، وهناك أيضاً اتصالات مع الرئاسة للبدء في حوار جاد». في غضون ذلك، عقد الحزب الحاكم أمس مؤتمره السنوي الذي يستمر حتى اليوم وحضره نحو 1500 من قادة الحزب في المحافظات وركز على البحث في الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة. وقال نائب رئيس الحزب عصام العريان في كلمته أمام الحضور: «أمامنا أيام شاقة وصعبة في بناء هذا الوطن، وسنحمل الأعباء كلها، ليست هناك متعة في أي موقع أو منصب في البلد، فالمشاكل تحاصر الجميع». ودعا قادة الحزب إلى «أن يحلموا وأن يمدوا خط أحلامهم إلى أبعد مدى، وإذا لم يفعلوا ذلك فلن تقوم لهم قائمة على الإطلاق». وأضاف أن «القوي لا يبقى قوياً أبداً والضعيف لا يستمر ضعيفاً، سنسعى إلى تحقيق الغالبية، لكن هذا لا يعني إقصاء أي فصيل. نمد يدنا بالحوار والتعاون مع مختلف القوى السياسية للنهوض بمصر». وقال الأمين العام ل «الحرية والعدالة» حسين إبراهيم: «سنخوض الانتخابات ونحن على ثقة بأن شعبنا سيمنحنا ثقته كما منحنا هذه الثقة من قبل، ونحن نعتز بها وهي أمانة في أعناقنا ولن نخذله... معاً سنكمل مسيرة الثورة، ونحن مصرون على استكمال مؤسسات الدولة وبنائها كاملة ليستطيع الوطن استعادة الاستقرار والعمل بكل قوة على مساعدة المواطن البسيط لعبور الأزمة الطاحنة». وأضاف أن «الإخوان لن يستجيبوا دعوات نشر الفوضى في مصر، ولن يجرهم أحد إلى العنف»، مشيراً إلى أنهم «يرحبون بالحوار، ولكن ليس بشروط مسبقة». وأعلن أن المكتب التنفيذي للحزب سيعلن قريباً الملف الكامل لمرشحيه، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى «توسيع دائرة المشاركة حتى يكون الحزب موجوداً في كل ربوع مصر».