اجرى الرئيس بشار الاسد تعديلاً امس على حكومة وائل الحلقي، اعتبره المراقبون نتيجة للضغوط الاقتصادية والمالية التي تواجهها سورية بسبب الازمة والحرب الدائرة في مختلف انحاء البلاد. وشمل التعديل وزارات النفط والمال والزراعة كما تم استحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية. وترافق التعديل الحكومي مع استمرار المواجهات على الارض، خصوصاً في محيط دمشق حيث تستمر المعارضة في محاولات التقدم باتجاه مناطق استراتيجية في العاصمة، وكذلك في ريف حلب حيث سجلت المعارضة تقدماً في محيط مطار منغ العسكري الذي اقتحم المقاتلون اجزاء منه. وفسر المراقبون التعديل الوزاري الذي لم يشمل الوزارات السيادية بانه نتيجة الازمة الاقتصادية الحادة، اذ ان الانتفاضة القائمة في وجه النظام، والمستمرة منذ حوالى عامين، ألحقت اضرارا جسيمة بالبنية التحتية وادت الى هبوط حاد للمحاصيل الزراعية الرئيسية. كما سببت انخفاضاً حاداً في قيمة الليرة السورية. وهذا التعديل هو الاول الذي يجري في حكومة وائل الحلقي منذ تكليفه رئاستها في آب (اغسطس) الماضي اثر انشقاق سلفه رياض حجاب. وبموجب التعديل الاخير عين سليمان العباس، وهو نائب سابق لوزير النفط وزيراً للنفط والثروة المعدنية، واسماعيل اسماعيل، وهو رئيس سابق لشركة الحبوب المملوكة للدولة، في منصب وزير المال. كما تم تعيين احمد القادري وزيرا للزراعة والاصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيرا للاشغال العامة. وعلى الصعيد الميداني، استمرت اعمال العنف في مناطق واسعة من البلاد. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة اقتحموا اجزاء من مطار منغ العسكري في ريف حلب إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المتمركزة داخل المطار. وقال المرصد ان المقاتلين دخلوا «الى اطراف المطار»، وذلك للمرة الثانية خلال الاشهر الماضية، وكانت قوات النظام قد قامت بصدهم في المحاولة السابقة. وسيطر المقاتلون الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو السوري لقصف مناطق عدة. كما شن الطيران الحربي السوري غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، منها مدينتا زملكا ودوما، في حين شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية تحليقا للطيران. واستهدفت الغارات الجوية كذلك منطقة المادنية ومناطق في بلدة السبينة، اضافة الى مناطق في بلدة مديرا ومحيطها، بحسب المرصد. وتعرضت مدينة داريا في الجنوب الغربي من العاصمة لقصف من قوات النظام التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها. وشهدت الحملة العسكرية التي تشنها هذه القوات في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، تصعيدا في الايام الاخيرة، ان لجهة المعارك او القصف الذي طاول امس احياء في جنوبدمشق.