- حلب - وليد عزيزي - سقط أكثر من 120 قتيلا في مدن سورية عدة السبت جراء القتال المتواصل بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، في وقت أعربت فيه الأممالمتحدة عن تفاؤلها بشأن عرض زعيم المعارضة معاذ الخطيب الحوار مع دمشق. واقتحم الجيش السوري حي الميدان بدمشق، وشن حملات دهم واسعة بالحي وسط انتشار أمني كثيف،أما في ريف دمشق فقد قصف الطيران الحربي مدينة زملكا وداريا، ومناطق عدة في الغوطة الشرقية. كما شن الطيران الحربي السوري غارات في محيط مطار عسكري في محافظة حلب (شمال) تقدم المقاتلون المعارضون إلى أطرافه، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان صدر السبت: "تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من قبل الطيران الحربي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط المطار". وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن اقتحام المقاتلين لأجزاء على أطراف المطار إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخله. وسيطر المقاتلون الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب (شمال غرب)، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو السوري لقصف مناطق عدة. وفي دير الزور جرت اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في مدينة الحويقة. وشهدت حلب مقتل خطيب جامع صلاح الدين في منطقة الأشرفية، إثر استهداف للجامع من قبل من وصفوا بالمجموعات الإرهابية. بصيص من الأمل وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤول كبير بالأممالمتحدة، الجمعة، إن المنظمة ترى بصيصا من الأمل بشأن سوريا في عرض زعيم المعارضة بالاجتماع مع ممثلي الحكومة لمناقشة عملية انتقال سياسي في محاولة لإنهاء نحو عامين من القتال. في المقابل، أبدى وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، الجمعة، استعداد دمشق للحوار مع المعارضة، لكن "من دون شروط مسبقة". وأضاف الزعبي في حديث للتلفزيون السوري الحكومي: "الباب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا". ومضي يقول: "عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي أحدا في النقاش، لا إقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة". وأبدى الزعبي استعداد النظام السوري لمحاورة حتى "المجموعات المسلحة"، في إشارة إلى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ أكثر من 22 شهرا. وقال: "نحن مستعدون للجلوس معهم والنقاش معهم عندما يرمى هذا السلاح، ويصبح السلاح خارج المعادلة، وعندما تكون هذه القوى مستعدة لمناقشة المسألة السياسية الوطنية بكل جدية والتزام". وكان الخطيب اشترط إطلاق سراح 160 ألف شخص من السجون، وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، مشددا على أن الحوار هو على "رحيل النظام". وقوبل الخطيب بانتقادات لاذعة داخل الائتلاف لا سيما من المجلس الوطني السوري، أحد ابرز مكونات المعارضة، الذي رفض أي تفاوض مع النظام. وأمهل الخطيب النظام حتى الأحد لإطلاق كل السجينات في المعتقلات السورية، وإلا يسحب عرضه للحوار. تعديل وزاري محدود من جهة أخرى، أعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الرئيس بشار الأسد أجرى تعديلا وزاريا، معينا وزراء جدد لمعالجة اقتصاد البلاد الذي يئن تحت وطأة عامين من الاضطرابات والحرب الأهلية. وأعلن التلفزيون الرسمي أن الوزارات التي خضعت للتعديل هي وزارات النفط، والمالية، والشؤون الاجتماعية، والعمل، والزراعة، بينما ظلت الوزارات المختصة بالأمن كالدفاع والداخلية دون تعديل. يأتي إعلان يوم السبت وسط نقص شديد في الوقود والكهرباء والخبز. وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤول كبير بالأممالمتحدة، الجمعة، إن المنظمة ترى بصيصا من الأمل بشأن سوريا في عرض زعيم المعارضة بالاجتماع مع ممثلي الحكومة لمناقشة عملية انتقال سياسي في محاولة لإنهاء نحو عامين من القتال. وأوضح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن العرض الذي قدمه الأسبوع الماضي معاذ الخطيب رئيس لائتلاف الوطني السوري "أكثر الأمور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الآونة الأخيرة".